جمعية اقرأ بالحسيمة تُبدع في أنشطة بيئية ومدمجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة

الحسيمة:المراسل 

في إطار التزامها الراسخ بتعزيز قيم التربية البيئية والدمج الاجتماعي، نظمت جمعية اقرأ للتعليم والتنمية بالحسيمة يوم أمس مجموعة من الأنشطة التوعوية والتحسيسية لفائدة الأطفال، خاصة منهم الأطفال في وضعية إعاقة. هذه المبادرة النوعية جاءت بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساهمت من خلال تجهيز وبناء مجموعة من المراكز المخصصة لاحتضان هذه الأنشطة، من بينها مركز تمكين، مركز أطفال الثلاثي الصبغي، مركز أحد، ومركز الاستقبال والاستماع والتوجيه. ويعكس هذا التعاون بين الفاعل الجمعوي والمؤسسات العمومية وعيا متزايدا بأهمية تكثيف الجهود لتوفير بيئة دامجة ومحفزة للأطفال في وضعيات هشة.

افتتحت الجمعية أنشطتها بورشة تحسيسية بعنوان “الماء حياة”، تم من خلالها تعريف الأطفال بأهمية الماء باعتباره موردا أساسيا للحياة. وقد تم اعتماد وسائل تربوية مبسطة كالشرح التفاعلي والرسم، ما أتاح للأطفال فرصة التعبير عن فهمهم لموضوع الورشة من خلال رسومات تعكس مصادر المياه واستخداماتها اليومية، في جو تعليمي ترفيهي ساهم في ترسيخ المفاهيم البيئية الأساسية بطريقة ممتعة وفعالة. وتواصلت فعاليات الجمعية بورشة زراعة الزهور تحت شعار “نزرع الأمل ونروي الوعي”، حيث تعلم الأطفال كيفية غرس البذور والعناية بالنباتات، مع التركيز على تقنيات السقي المعقلن لتفادي تبذير المياه، وهو ما ساهم في تنمية الحس البيئي والوعي بقيم الاستدامة والمسؤولية الجماعية لدى المشاركين.

ولم تغفل الجمعية البعد الثقافي والإنساني، حيث نظمت عرضا لفيلم “نجوم فوق الأرض”، الذي يسلط الضوء على قدرات الأطفال ذوي الإعاقة ويبرز قصص نجاح ملهمة رغم التحديات. وقد كان لهذا العرض أثر عميق على نفوس الأطفال وأولياء أمورهم، حيث أعاد صياغة نظرتهم للإعاقة وأبرز أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في مسيرة التمكين والنجاح. وأكد العديد من الحاضرين أن الفيلم كان رسالة أمل وتجديد للثقة في قدرات الأطفال، ورسالة مجتمعية تدعو إلى كسر الصور النمطية السائدة حول الأشخاص في وضعية إعاقة.

وتؤكد جمعية اقرأ للتعليم والتنمية بالحسيمة من خلال هذه الأنشطة التوعوية على استمرار التزامها بتوفير فرص تعليمية دامجة وبيئية لفائدة جميع الأطفال، خاصة الفئات الهشة، إيمانا منها بأن الاستثمار في الطفولة هو حجر الأساس لبناء مجتمع متوازن، عادل، ومتكافئ الفرص. هذه الدينامية الميدانية تعكس رؤية الجمعية في ترسيخ العمل التربوي كمحفز للتنمية البشرية، وتعزيز المواطنة البيئية والاجتماعية في نفوس الناشئة.