النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
في مشهد يتكرر كل صيف، تعيش ساكنة دوار العشاش وبعض الدواوير المجاورة، التابعة لجماعة حربيل، معاناة حقيقية بسبب النقص الحاد في الماء الصالح للشرب، خاصة في مدخل دوار العشاش، حيث تحولت الحياة اليومية إلى صراع يومي من أجل الحصول على هذه المادة الحيوية.
ووفق معطيات توصلت بها الجريدة من رئيس الجمعية المحلية المشرفة على تسيير قطاع الماء، فإن المشكل يعود إلى تقصير الجهة المفوض لها تدبير الماء، وهي الشركة الجهوية متعددة الاختصاصات، والتي خلفت شركة سابقة كانت قد زوّدت المنطقة بأنبوب مائي من حجم 63 بوصة. هذا الأنبوب كان كافياً في الماضي حين كانت الساكنة قليلة العدد، لكن الوضع تغير اليوم، بفعل التوسع العمراني والسكاني الكبير، إضافة إلى تزويد دواوير أخرى مجاورة، بل وحتى مشروع عقاري قريب، من نفس المصدر المائي، ما فاقم الأزمة بشكل خطير.
عدد من المنازل الواقعة عند مدخل الدوار لا تتوصل بالماء إلا في أوقات متأخرة من الليل، وإن وُجد، فإنه يصل بضغط ضعيف جداً، بالكاد يكفي لتلبية الحاجيات اليومية من الشرب والغسل والطهي. هذا الوضع دفع بالسكان إلى رفع صوتهم عالياً، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات المحلية والمجلس الجماعي لحربيل، بهدف إيجاد حل جذري ودائم لهذه الأزمة المتكررة.
وفي خضم هذا المشهد المقلق، عبّرت الساكنة عن استيائها من أداء الجمعية المحلية، معتبرة أنها لم تعد تمارس دورها في الدفاع عن مصالح المواطنين كما يجب، وأن مستواها في التسيير والتواصل مع الجهات المعنية يشهد تراجعاً خطيراً، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى صوت قوي يعبّر عن معاناتها ويوصل رسائلها إلى الجهات المسؤولة.
الأزمة الحالية ليست مجرد خلل تقني أو مشكل موسمي، بل قضية إنسانية تمس كرامة المواطن وحقه في الحياة. فالماء ليس امتيازاً أو منّة، بل حق دستوري ومطلب أساسي لا يحتمل التأجيل ولا التسويف. من غير المقبول أن تظل الساكنة رهينة لأنبوب متهالك وسياسات مرتجلة، في وقت تُصرف فيه الملايين على مشاريع ثانوية لا تعود بالنفع على المواطن البسيط.
إن المسؤولية تقع على عاتق الشركة المفوضة، والمجلس الجماعي حربيل، وكدالك الجمعة المكلفة بالتدبير التي يجب أن تتحرك فوراً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتجنيب المنطقة مزيداً من التوتر والمعاناة. فالسكوت عن هذا الوضع لم يعد مقبولاً، والحلول الترقيعية لم تعد مجدية.
هل ننتظر عطشاً أشد؟ أم أن الوقت قد حان لتحمّل المسؤولية وإنصاف ساكنة دوار العشاش والمناطق المجاورة؟
الجواب يجب أن يأتي بالأفعال لا بالوعود.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.