جرسيف تحتفي بعشرين سنة من النبض التنموي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية

abdelaaziz64 ساعات agoLast Update :
جرسيف تحتفي بعشرين سنة من النبض التنموي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية

فكري ولد علي

احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة إقليم جرسيف، صباح يومه الثلاثاء 20 ماي 2025، لقاء تواصليًا متميزًا نظمته اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعلن عن ميلادها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في خطابه التاريخي بتاريخ 18 ماي 2005، وذلك تحت شعار: “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: 20 سنة من التنمية البشرية”

وقد شهد هذا اللقاء التواصلي حضورًا نوعيًا لما يقارب 200 مشارك، جمعوا بين الفاعلين المؤسساتيين، ممثلي المجتمع المدني، الهيئات المنتخبة، ممثلي القطاعات الوزارية، ومجموعة من حاملي المشاريع والمبادرات المحلية، ما أضفى على الحدث طابعًا تشاركيًا حيويًا، يعكس بجلاء مدى انخراط مختلف الأطراف في مواكبة هذا الورش الملكي المفتوح

كما شكل هذا الحضور المكثف والتفاعلي دليلًا على وعي جماعي بعمق الرهانات التنموية المطروحة، وعلى الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في أجندة التنمية المحلية، كآلية مؤسساتية تروم إعادة الاعتبار للعنصر البشري وتمكينه من مقومات العيش الكريم.

وفي الكلمة الافتتاحية أبرز عامل إقليم جرسيف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا تُعد مجرد مشروع مرحلي ولا برنامجًا عابرًا في الزمن التنموي الوطني، بل هي ورشٌ ملكي مستدام، يتجدد مع كل مرحلة ويُصاغ وفق مقاربات تراكمية تنسجم مع التحولات المجتمعية

وأكد نفس المسؤول الترابي أن هذا الورش يستمد شرعيته واستمراريته من الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويضع الإنسان في قلب المعادلة التنموية، من حيث اعتباره ركيزة وأفقًا، وغاية ووسيلة، في كل السياسات العمومية الجهوية والمحلية، مما يجعل التنمية البشرية ليست فقط شعارًا مؤطرًا، بل فلسفة عميقة تُجسدها المشاريع الملموسة والبرامج المندمجة.

وأوضح السيد العامل أن المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة ركزتا على تدارك الخصاص في البنيات التحتية ومواجهة الفقر والهشاشة، فيما شهدت المرحلة الثالثة تحولا نوعيًا تمثل في اعتماد مقاربة شمولية تهدف إلى تعزيز الرأسمال البشري، من خلال العناية بالأجيال الصاعدة ومرافقة الأفراد في مختلف محطات مسارهم الحياتي، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة والعادلة.

وشكل اللقاء مناسبة لعرض حصيلة عشرين سنة من العمل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث قدم قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم معطيات دقيقة حول إنجاز 1315 مشروعًا وعملية بكلفة إجمالية فاقت 788 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بمبلغ تجاوز 507 ملايين درهم، واستفاد منها ما يزيد عن 150 ألف شخص.

وقد همّت هذه المشاريع مجالات أساسية كالتعليم، والصحة، والطرق، والماء، والكهرباء، إضافة إلى دعم الشباب في خلق مقاولاتهم وتشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مما مكن من تحقيق تحولات ملموسة في حياة الفئات المستهدفة بالإقليم، وتم تعزيز العرض بنماذج حية لمشاريع ناجحة معززة بالصور، إضافة إلى عرض فيلم مؤسساتي يوثق لمسار المبادرة، وتقديم شهادات حية لبعض المستفيدين والمستفيدات الذين شاركوا قصصهم وتجاربهم مع الحضور.

وعقب هذا اللقاء، انتقل عامل الإقليم والوفد الرسمي المرافق له إلى ساحة 6 نونبر، حيث أقيم منتدى خاص بالاحتفال بالذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وشهدت جنباته عرض منتجات 32 عارضًا وعارضة من حاملي المشاريع المدعمة، من شباب وتعاونيات نسائية، ما أتاح فرصة للتعريف بالمبادرات الناجحة وتشجيع روح المقاولة المحلية.

واحتضنت قاعة الندوات التابعة للمنتدى حفل توزيع الجوائز على الفرق الثلاثة المتوجة في دوري كرة القدم، المنظم لفائدة تلاميذ دور الطالب والطالبة بالإقليم، في إطار برنامج التنشيط الثقافي والرياضي، الذي تشرف على تنفيذه جمعية فنون للتنمية الاجتماعية، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

واختتم هذا اليوم التواصلي بتلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، عربون وفاء وتجديد للعهد مع قائد اختار أن يجعل من تنمية الإنسان ركيزة مركزية في المشروع المجتمعي المغربي.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading