منذ ما يزيد عن 11 ساعة نشر عبد السلام رجواني تدوينة في الفيس بوك يظهر من ثناياها انه ينتمي للاتحاد الاشتراكي وفيما يلي نصها:• “هل يعلم مغاربة اردوغان ان الصراع الدامي والقتل الهمجي الذي تعيشه تركيا الآن هو اقتتال داخلي بين الجناح الدعوي التابع لفتح الله غولن الاب الروحي للاسلام السياسي بتركيا والذي كانت له اليد البيضاء على حزب العدالة والتنمية التركي، وبين الجناح السياسي الانتهازي لحركة الاسلام السياسي الذي يتزعمه اردوغان. الصراع اسلامي /اسلامي، ولا دخل للعلمانيين ولا للحداثيين ولا للبساريين، لا بالانقلاب ولا بالمذابح الجماعية التي يشرف اردوغان نفسه على تنفيذها في حق معارضيه الذين ليسوا مسيحيين ولا ملاحدة… مسلمون ينقلبون على مسلمين ومسلمون يذبحون مسلمين… فما رأي اسلاميي المغرب ؟اليس الاجدر بهم، عملا بتعاليم الاسلام، ان يصلحوا بين طائفتين من المومنين اقتتلا ؟ ام ان الولاء لأردوغان، صاحب المال والنفوذ، أعمى ابصارهم وبصائرهم عن أمر الله. اما نحن الاتحاديون، فليس لنا الا التنديد بالعنف السياسي والتنكيل بالخصم السياسي، ايا كان الجلاد وايا كانت الضحية،وندعو للشعب التركي بالسلم والسلام وانتصار الديمقراطية.”
كان أول من تدخل لمناقشة تدوينة عبد السلام الناشط الحقوقي حسن حداد حيث كتب ما يلي: . “اسمح لي سيدي عبد السلام أن أختلف معك … أتابع تدويناتك وأعجب بالكثير منها … لكنك برأيي لم تكن موفقا في هذه بالذات موقف رفض الانقلابات ينبغي أن يكون موقفا مبدئيا وليس موقفا مرتبطا بمن يوجد في المؤسسات في هذه اللحظة … وهذا ما فعلته الأحزاب التركية سواء الحاكمة أو المعارضة … وهو الموقف الطبيعي الذي ينبغي أن تتبناه كل مؤسسات المجتمع … وظيفة الجيش الأحادية هي حماية المجتمع الذي يؤدي رواتبه … واحترام إرادته من خلال تنفيذ السياسات الدفاعية للمؤسسات الدستورية التي تعاقد الشعب على قوانينها وانتخب مسؤوليها … وإذا حدث أي انحراف من هؤلاء فإن الشعب هو الذي يحاسبهم من خلال صناديق الاقتراع … وإذا كان لا بد من الحساب أو الردع الفوري فمن خلال الحراك في الميادين …هذا كله طبعا لأن العسكر إذا استولى على المجال السياسي عسكر مؤسسات الدولة وجعلوها ثكنات عسكرية ملحقة … خلاصة القول : المجال السياسي والعسكري مجالان متضادان لا يمكن أن يجتمعا في وضع طبيعي لأنه بينهما برزخ لا يبغيان..”
بعد ما فرأت تعليق السيد حسن كتبت للرد عليه قائلا:”كلامك صحيح في حالة واحدة اذا كان الجيش محايدا اما في الحالة التركية فالجيش كما يجب عليك ان تعلم مقسم الى شطرين او قسمين واحد تابع لأردوغان وحزبه والأخر متعاطف مع غولن الذي يقول أنه تعرض للخيانة من قبل أتباع العدالة والتنمية..أنت تتحدث عن الديمقراطية كما لو كنا في دول متقدمة لكن الواقع ان النظرة الدينية هي المتحكمة في العقليات في سائر المجتمعات العربية الاسلامية..’
مباشرة بعد تعليقي، عقب صاحب التدوينة المنطلق بالكلمات التالية: “الديمقراطية ياصديقي منظومة متكاملة: قيم انسانية، رؤية فلسفية للحياة والانسان والمجتمع،نظام حكم ومؤسسات وقوانين. ومن يؤمن بالديمقراطية فلسفة ورؤية سياسية ونمط عيس مشترك لا يمكنه ان يتعامل معها على نحو انتقائي كما تفعل كثير ظن حركات الاسلام السياسي. انني اعلم علم اليقين ان اوضاعنا الحضارية في كل ابعادها الاجتماعية والثقافية والعلمية لم ترق بعد الى المستوى الذي يسمح بقيام ديمقراطية على النمط الغربي،لكن وجب الوعي بان البناء الديمقراطي صيرورة تاريخية ومجتمعية معقدة وطويلة المدى، وليس من الضروري ولا المستحب ان تكون ديمقراطيتنا نسخة طبق الأصل لأية ديمقراطية اخرى. والواقع ان أنظمة الحكم الديمقراطية في الغرب ليست متطابقة وان كان قاسمها المشترك الإحتكام لإرادة الشعب في اختيار من يدبر شأنه العام.” في أعقاب ما كتبه عبد السلام رجواني، سارعت إلى تدوين هذه الفقرة الاستدراكية التالية: “لكن المشكل الكبير عند الاسلاميين الموغلين في السياسة هي انهم يعتقدون أنهم مؤهلون للوصاية على الآخرين المخالفين لهم في تاويلهم للنصوص الدينية وبالتالي يعتقدون أنهم وحدهم من يكتسب فهما “صحيحا” للدين..”
بقلم:احمد رباص
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.