النهار نيوز المغربية: ع الرزاق توجاني
يعيش عدد من الصناع التقليديين بمدينة مراكش، وتحديدًا بفندق الباشا بحي سيدي عبد العزيز في المدينة العتيقة، وضعًا صعبًا ومقلقًا منذ أشهر، بسبب إغلاق الفندق نتيجة الأشغال الجارية للإصلاح والترميم. هذه الأشغال التي انطلقت قبل مدة طويلة لم تعرف بعد نهايتها، وهو ما تسبب في تعطيل نشاط حرفيين يشكلون جزءًا من النسيج المهني والتراثي للمدينة.
ورغم الزيارة التي قام بها والي جهة مراكش – آسفي إلى هذا الفضاء، والتي أعطت حينها بصيص أمل لهؤلاء الصناع، إلا أن الأشغال لم تعرف أي تسارع ملموس، ولا تزال وتيرتها بطيئة وغير واضحة، دون أي إعلان رسمي عن موعد الانتهاء وإعادة فتح الفندق.
هذا التأخر انعكس سلبًا على حياة الصناع الذين وجدوا أنفسهم في وضعية مهنية واجتماعية حرجة. فقد انقطع مورد رزقهم الوحيد، وتوقفت الحركة الاقتصادية التي كانوا يعتمدون عليها بشكل يومي لتأمين احتياجاتهم واحتياجات أسرهم. وفي غياب أي تعويض أو دعم مادي من الجهات المسؤولة، ازدادت معاناتهم، خاصة أن العديد ،منهم لا يتوفر على مصدر دخل بديل.
الصناع عبروا عن استغرابهم من غياب التواصل الرسمي حول مآل الأشغال، كما تساءلوا عن جدوى البرامج المعلنة لدعم الصناعة التقليدية، التي لم تصلهم منها أية استفادة رغم كثرة التصريحات الرسمية. ومما زاد الوضع تعقيدًا، هو ما وصفوه بالتقصير من طرف الشركة المكلفة بالإصلاح خصوصًا فيما يتعلق بعدم
ويؤكد الصناع أن فندق الباشا ليس مجرد فضاء للعمل، بل معلمة تراثية وثقافية تعكس غنى الحرف اليدوية المغربية، وتستقطب الزوار والمهتمين من داخل المغرب وخارجه. واستمرار إغلاقه يُشكل خطرًا حقيقيًا على الحرفة وعلى الحرفيين، ويهدد بخسارة تراكم مهني وحرفي امتد لسنوات طويلة.
في ظل هذا الوضع، يطالب الصناع بضرورة التعجيل بإتمام الإصلاحات وفتح الفندق في أقرب الآجال، مع ضرورة مراعاة أوضاعهم الاجتماعية وتعويضهم عن فترة التوقف الطويلة التي لحقت بهم أضرارًا كبيرة. كما يناشدون والي الجهة والسلطات المختصة متابعة هذا الملف عن قرب، وتحقيق وعودهم التي تم تقديمها خلال الزيارة الميدانية، حتى لا تضيع الحرفة وأصحابها في دوامة الإهمال.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.