لم تعد “السعاية” حبيسة الشوارع والدروب ومختلف الفضاءات العامة، بل انتقلت، خلال السنوات الماضية، إلى الفضاء الأزرق، بحثا عن ضحايا للإيقاع بهم، باستغلال ظروف وأحداث معينة.وكان أحد المؤثرين، الذين لاحقتهم فضيحة “السعاية” الإلكترونية، اتخذ من فاجعة الحوز وسيلة لجمع التبرعات لفائدة المتضررين.
وسبق للمحكمة الابتدائية بمكناس أن أدانته، من أجل قضية تتعلق بالنصب والاحتيال، وانتحال صفة ينظمها القانون والتشهير، وتحقير مقرر قضائي والسب والشتم وبث صور لأشخاص بدون موافقتهم، وقضت في حقه بـ7 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5 آلاف درهم.
وتوصلت مصالح الأمن في المدينة ذاتها، في وقت سابق، بعدة شكايات في مواجهة المشتبه فيه الرئيسي، الذي يقدم نفسه “فاعلا جمعويا في أوربا”.
تجدر الإشارة إلى أن الناشط “الفيسبوكي” المدان بالحبس النافذ اشتهر في مواقع التواصل الاجتماعي بنشره فيديوهات تظهره بصدد “تسليم تبرعات مالية لبعض الأشخاص الفقراء”، والتي يكون قد جمعها من محسنين يبعثون بها إلى حسابه الشخصي، غير أنه، في كل مرة، توجه إليه أصابع الاتهام بـ”الاستيلاء” على المبالغ المالية الكبيرة من التبرعات والاقتصار على منح المستحقين لها مبالغ “هزيلة”.
يذكر أنه سبق للفرقة الوطنية أن استمعت إليه بعد شكاية تقدم بها والد طفلة معاقة، يتهمه فيها بالمتاجرة بحالة ابنته، تم بعدها استدعاؤه من الشرطة القضائية لمكناس والاستماع إليه في موضوع شكايات أخرى تهم نوع التهم نفسها.
ومن الأسماء الأخرى التي تلاحقها تهم النصب على متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنها في كل مرة تحاول إبعاد هذه التهمة عنها ونفي كل ما يتم الترويج له حولها، شخص يعرف باسم “ميسي المساجد”.
ففي كل مرة، يطل على متابعيه ويبادر إلى تنظيم نشاط “خيري”، لكن في الحقيقة، حسب ما يؤكده بعضهم، أن كل ذلك محاولات للنصب على “محسنين” يبحثون عن “الحسنات والأجر”.
وأشعل “المحسن”، الذي يدعي أنه من المؤثرين، ويسعى إلى “عمل الخير”، قبل أشهر قليلة، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره صورا لنشاط بيئي نظمه في أحد الأحياء، إذ ظهر، رغم كل تلك الاتهامات الموجهة إليه، وهو يشرف على حملة تنظيف وصباغة للجدران، ليصفه بعض النشطاء بـ “النصاب”.
وما يثير الجدل أكثر أنه، ومن داخل المساجد، يجمع “التبرعات”، ليقدمها، حسب تأكيده للمعوزين، لكن: هل صحيح ما يقوله؟ وإذا كان صحيحا، لماذا تشن عليه الهجمات والحملات من قبل الكثير من النشطاء ويتم وصفه بـ”النصاب”؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.