تتواصل الانتقادات في أوساط المجتمع المدني بإقليم الحوز تجاه الأداء الضعيف لما يُفترض أنه مؤسسة مواكبة وداعمة للمبادرات التنموية والجمعوية المحلية، ويتعلق الأمر بالفضاء الإقليمي للجمعيات التنموية بالحوز، الذي يعاني – بحسب فاعلين محليين – من غياب شبه تام عن الدينامية اليومية التي تعرفها مختلف مناطق الإقليم، خصوصاً في ظل الأوضاع الاستثنائية التي خلفها الزلزال الأخير.
ويشير العديد من المهتمين إلى أن هذا الفضاء، الذي تم تدشينه سنة 2007 من قبل جلالة الملك محمد السادس، لم يرقَ إلى مستوى التطلعات، بل أصبح مجرد عنوان إداري لا صدى له على أرض الواقع، خاصة في ظل غياب أي مبادرات ملموسة لدعم المتضررين من الزلزال أو تعزيز النسيج الجمعوي المحلي.
وحمّل المنتقدون مسؤولية هذا الجمود لرئيس الفضاء عبد اللطيف اجعيدي، الذي يترأسه منذ تأسيسه قبل أكثر من 17 سنة، معتبرين أن “الاستمرار الطويل في المنصب دون تجديد للرؤى أو ضخ دماء جديدة” ساهم في حالة الركود التي يعرفها الفضاء.
ورغم هذا السجال، شهد يوم الإثنين 10 يونيو 2024 إعادة انتخاب عبد اللطيف اجعيدي رئيسًا للفضاء خلال الجمع العام المنعقد بمقر الفضاء بتحناوت، ما أجّج ردود فعل عدد من الفاعلين، الذين وصفوه بـ”الرئيس المعمر” وتساءلوا عن جدوى إعادة تدوير نفس الأسماء في مواقع المسؤولية دون تقييم موضوعي لحصيلة أدائها.
وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى احترام نتائج الجمع العام، يطالب آخرون اجعيدي بأن يتحلى بالمسؤولية الأخلاقية ويفسح المجال أمام طاقات شابة أو كفاءات قادرة على إحياء هذا المرفق الحيوي، بدل التشبث بمنصب لم يحقق المأمول منذ سنوات.
وتبقى دعوات التجديد وإعادة الاعتبار لهذا الفضاء الجمعوي مرهونة بمدى استعداد القيادة الحالية لفتح الباب أمام الكفاءات، وإعادة صياغة رؤية عمل تضع المواطن والجمعيات في صلب اهتماماتها، بدل الاكتفاء بالحضور الرمزي في مشهد تنموي يتطلب أكثر من مجرد أسماء مكرورة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.