نعيمة عثماني
نظمت المنظمة الجهوية لمهني الصحة التجمعيين بجهة بني ملال–خنيفرة يوم السبت 19 أبريل 2025، ندوة جهوية تمحورت حول موضوع ” المجموعات الصحية الترابية نحو حكامة صحية جهوية فعالة”، وشهدت مشاركة نوعية ضمت أعضاء المكتب الجهوي، منسقي الحزب، وعددًا هامًا من الفاعلين في قطاع الصحة. وقد عكس الحضور المكثف، القادم من مختلف أقاليم الجهة، تنامي الوعي السياسي والانخراط المتزايد لمهني الصحة في النقاش العمومي بشأن إصلاح المنظومة الصحية.
في افتتاح أشغال الندوة، أبرز السيد رشيد أقيار، رئيس منظمة مهني الصحة التجمعيين بالجهة، الأهمية البالغة للمجموعات الصحية الترابية بوصفها آلية لتعزيز نجاعة التدبير الصحي والارتقاء بجودة الخدمات على المستوى الجهوي. كما أشار إلى التحديات البنيوية والوظيفية التي تواجه قطاع الصحة في الجهة، داعيًا إلى الخروج من هذا اللقاء برؤية استراتيجية عملية تُرفع إلى الجهات المختصة قصد ترجمتها إلى سياسات عمومية ملموسة تنعكس إيجابًا على صحة المواطنين.
من جانبه، شدد الدكتور عثمان الهرموشي، الأستاذ بكلية الطب والصيدلة بالرباط ونائب رئيسة منظمة مهني الصحة التجمعيين، على أن أي إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية لا يمكن أن يتحقق دون إشراك فعلي لمهنيي القطاع في وضع التصورات وتنفيذ البرامج. وأكد على ضرورة إرساء مبادئ الحكامة الجيدة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التحول الرقمي في المجال الصحي، إلى جانب الاستثمار في تكوين وتأهيل الموارد البشرية، وبناء مستشفيات جامعية قادرة على استقطاب الكفاءات الوطنية، خاصة في التخصصات الطبية الدقيقة.
وفي سياق التأكيد على دور المنظمات الموازية في تأطير النقاش العمومي، نوه السيد خالد المنصوري، النائب البرلماني والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بالدينامية التي تشهدها منظمات الحزب المواكبة، ودورها في إدماج مختلف الكفاءات المهنية – الصحية، الإدارية، التربوية والقانونية – في بلورة رؤية ترابية متكاملة تهم النهوض بالسياسات العمومية ذات البعد الجهوي.
وفي الاتجاه ذاته، دعا النائب البرلماني السيد عبد الرحيم الشطبي إلى الارتقاء بالخدمات الصحية على المستوى الجهوي، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إصلاح القطاع وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي الشامل. كما شدد على ضرورة تسريع وتيرة المشاريع المرتبطة بتمويل البنيات التحتية، وتعميم الرقمنة، والإسراع في إنجاز المستشفى الجامعي، مع إيلاء أهمية خاصة لتأهيل الموارد البشرية بشكل مستدام.
وفي إطار تعزيز اللامركزية والتكامل المؤسسي، أكد السيد ساليك إبراهيم، مدير المستشفى الجهوي ببني ملال، على ضرورة تقريب الخدمات الاستشفائية من المواطنين، عبر تطوير معاهد التكوين الصحي، وتعزيز التنسيق بين مختلف المؤسسات الصحية الجهوية، وذلك من خلال تفويض صلاحيات أوسع من مندوبيات الصحة إلى إدارات المستشفيات، إلى جانب تقوية الشراكة مع الجماعات الترابية وفعاليات المجتمع المدني. كما أشار إلى أهمية استرجاع الثقة في المؤسسة الاستشفائية الجهوية من طرف المواطنين والأطر الصحية على حد سواء.
وسلط السيد عبد الرحيم العماري، مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بفقيه بن صالح والمندوب الإقليمي بالنيابة، الضوء على أهمية ملاءمة التكوين المهني مع احتياجات سوق الشغل في القطاع الصحي. واعتبر أن المجموعات الصحية الترابية أصبحت فضاءً ملائمًا للحوار والتنسيق بين الفاعلين، داعيًا إلى توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز الصحة العمومية، وتوسيع نطاق التغطية الصحية، وتسهيل الولوج العادل والمتكافئ إلى العلاج.
وقد اختُتمت أشغال اللقاء بكلمة ألقاها السيد الزكي لطفي، رئيس المنظمة الجهوية لمهني الصحة التجمعيين لجهة فاس–مكناس، الذي أكد بدوره على أهمية تحقيق تكامل فعلي بين القطاعين العام والخاص، بما يضمن عدالة التوزيع وجودة الخدمات الصحية، مشددًا على أن بناء الثقة في المنظومة الصحية الوطنية يتطلب تحسين الأداء وضمان المساواة في الولوج إلى الخدمات الأساسية.
وقد تخلل الندوة نقاشات تفاعلية أثراها الحضور بتعقيباتهم ومداخلاتهم، والتي ستُبلور في شكل ورقة توصيات تُوجه إلى الجهات المختصة، في أفق المساهمة في إنجاح الورش الوطني لإصلاح المنظومة الصحية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.