في قلب مدينة طرفاية، تتفاقم أزمة تتعلق بالبنية التحتية بشكل يهدد حياة المواطنين ويسبب تدميراً كبيراً للمركبات والممتلكات. فبالوعات الصرف الصحي التي تعد من المرافق الأساسية في أي مدينة، تحولت إلى معضلة كبيرة. هذه البالوعات، التي كانت في البداية تهدف إلى حماية البيئة والمواطنين، أصبحت اليوم مصدر خطر حقيقي يشل حركة السير ويعرقل الحياة اليومية لمستخدمي الطرق.
لا يمكن لأي زائر للمدينة أن يتجاهل الحالة المزرية التي وصلت إليها بالوعات الصرف الصحي في شوارعها وأزقتها. فالأغطية الوقائية لهذه البالوعات، التي كان من المفترض أن توفر الأمان للمارة، تحولت إلى حفر عميقة ومتعرجة تشكل تهديداً حقيقياً على صحة وسلامة المواطنين. في كل زاوية من المدينة، نجد هذه الفجوات التي تتسبب في أضرار جسيمة للمركبات والدراجات، ناهيك عن الخطر الذي تواجهه الأقدام البشرية في حال سقطت في هذه الفجوات.
هذه الحالة المؤسفة تُظهر بوضوح هشاشة البنية التحتية في المدينة، وتدل على الإهمال الشديد من قبل المسؤولين المحليين في معالجة هذه القضية. مع مرور الوقت، ازدادت حدة المشكلة، وأصبح واضحاً أن البالوعات القديمة والمتهالكة لم تعد قادرة على أداء وظيفتها بشكل مناسب. بل على العكس، أصبح الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل المسؤولين لتحسين هذه الوضعية المزرية.
إن عدم التدخل السريع لاصلاح هذه البالوعات يعكس فشلاً في إدارة المرافق العامة، ويعزز الشعور بعدم المسؤولية لدى المعنيين. إن التراخي في معالجة هذه القضية ليس مجرد إهمال فني أو تقني، بل هو إهمال لحياة المواطنين وحقوقهم في العيش في بيئة آمنة.
الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام في المغرب قد نبهت إلى هذه الفوضى، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن تدهور الوضع. إن الوقت قد حان لتحمل المسؤولية واتخاذ خطوات جادة نحو إصلاح هذه البالوعات. كما أن المسؤولين مطالبون بالعمل على ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتنفيذ تعليمات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تحث على الإصلاح والتحديث في كافة المجالات.
المدينة اليوم في حاجة ماسة إلى تدخل عاجل لإعادة تأهيل هذه البالوعات وتنظيم حركة السير. فلا يمكن السكوت عن الوضع الحالي الذي يعرض حياة المواطنين للخطر ويجعل مدينة طرفاية مكاناً غير آمن للعيش. يجب أن يكون هناك خطة واضحة لإصلاح هذا المرفق الحيوي وتحقيق العدالة للمواطنين الذين يعانون من هذا الإهمال المستمر.
إن حل هذه المشكلة يتطلب التنسيق بين السلطات المحلية والجهات المختصة، والعمل بشكل سريع وفعال لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي في المدينة. كما أن التحقيق في الصفقات المتعلّقة بصيانة البالوعات يجب أن يكون أولوية لضمان الشفافية والمساءلة.
إن مدينة طرفاية تستحق أكثر من ذلك بكثير. إن إصلاح البنية التحتية ليس رفاهية، بل هو حق من حقوق المواطن، ويجب أن يكون أولوية للمسؤولين الذين يتحملون واجب خدمة الصالح العام. مراسلة : عزيز اليوبي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.