متابعة:
احتضنت مدينة لاس بالماس بجزر الكناري، الخميس، فعاليات الندوة الدولية الثالثة للحوار والسلام في الصحراء، التي نظمتها حركة “صحراويون من أجل السلام”، بمشاركة وازنة لشيوخ القبائل الصحراوية، باعتبارهم الممثلين الشرعيين والتقليديين للسكان بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وفي كلمته خلال الحدث، أكد حسنا الإدريسي، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، أن حضور الشيوخ لهذا الملتقى الدولي يعكس التزامهم بدعم المبادرات السلمية الهادفة إلى إيجاد حل عادل وشامل للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، تحت مظلة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية.
وأوضح الإدريسي، في كلمة ألقاها نيابة عن كافة شيوخ القبائل الصحراوية، أن المشاركة تأتي تعزيزا للحوار السلمي، ودعما لكل المبادرات الرامية إلى طيّ صفحة النزاع المفتعل، بما يضمن حقوق أبناء المنطقة، ويعزز الاستقرار في المنطقة المغاربية.
كما شدد المتحدث ذاته على أن التمثيلية التقليدية لشيوخ القبائل الصحراوية تستمد شرعيتها من البيعة التاريخية التي تربط القبائل الصحراوية بالعرش العلوي، باعتبارها الجهة المخولة للتعبير عن إرادة الساكنة المحلية، في مقابل الادعاءات الواهية لجبهة “البوليساريو” التي فقدت مشروعيتها في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
وفي السياق نفسه، أبرز الإدريسي أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل الحل الواقعي والنهائي للنزاع، مؤكدا أن “عودة ساكنة مخيمات تندوف إلى وطنهم الأم في إطار هذا الحل ستسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية، وإنهاء معاناة آلاف الصحراويين المحتجزين في ظروف مأساوية”.
دعم إسباني لمسار السلام
من جانبه، دعا خوسيه لويس ثباتيرو، رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، إلى ضرورة الإصغاء لصوت الصحراويين في البحث عن حل نهائي للنزاع، معتبرا أن حركة “صحراويون من أجل السلام” تمثل بديلا سياسيا يعكس تطلعات أبناء المنطقة إلى السلام والاستقرار.
وأضاف ثباتيرو، في كلمة ألقاها عبر تقنية التناظر المرئي، أن “السلام يبدأ بالحوار والاعتراف المتبادل”، مشيدا بجهود الحركة في بناء جسور التفاهم بين مختلف الأطراف، بعيدا عن منطق الانفصال والانغلاق.
التمثيلية الشرعية
وفي ختام أشغال الندوة، أكد عبد اللطيف بيرا، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، أن القبائل الصحراوية شكلت عبر التاريخ الممثل الشرعي للسكان الأصليين في المنطقة، وهو ما يعكسه اعتراف القوى الاستعمارية سابقا، وتقدير المملكة المغربية اليوم لهذا الدور المحوري.
وأشار بيرا إلى أن الحل السياسي للنزاع يجب أن يستند إلى هذا الامتداد التاريخي والشرعي، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم الانسياق وراء أطروحات “البوليساريو” التي لم تعد تعكس الإرادة الحقيقية للصحراويين.
وفي رسالة موجهة إلى الصحراويين في مخيمات تندوف، دعا بيرا المحتجزين إلى تجاوز الخلافات المفتعلة والانخراط في الدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، مؤكدا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي توفر إطارا مثاليا لتحقيق الأمن والنماء للأجيال المقبلة.
نداء للسلام
الندوة الدولية الثالثة للحوار والسلام في الصحراء، التي شهدت مشاركة وازنة لشيوخ القبائل الصحراوية، شكلت محطة جديدة في مسار تكريس الحوار السلمي كبديل واقعي للنزاع المفتعل، ودحض مزاعم “التمثيلية الشرعية” التي تتشبث بها جبهة البوليساريو، في ظل قناعة متزايدة بأن الحل السياسي العادل يكمن في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.