الفنانة الكبيرة مارية گاية في ذمة الله

abdelaaziz627 فبراير 2025Last Update :
الفنانة الكبيرة مارية گاية في ذمة الله

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

ببالغ الأسى والحزن، وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، أود أن أشارككم خبر وفاة والدتي الغالية، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى في هذا الشهر المبارك، شهر شعبان، الذي يُعد شهرًا عزيزًا على قلوب المسلمين. في هذا الشهر الذي يعم فيه الدعاء والعبادة، شاءت إرادة الله أن تودعنا والدتي، تلك التي كانت مصدر الأمان والحب في حياتنا.

 

لقد كانت والدتي مثالًا للحنان، والتضحية، والعطاء. طوال حياتها كانت لا تعرف التعب ولا تمل من بذل الحب والمساعدة لكل من حولها. كانت سيدة عظيمة في صبرها وحكمتها، وكانت دائمًا تقدم لنا النصائح والارشادات التي تضمن لنا سعادة الدنيا وراحة الآخرة. كانت تزرع فينا قيم الإيمان بالله، والاعتماد عليه، والرضا بقضائه وقدره. رحيلها كان بمثابة فقدان جزء عزيز من قلبي، وكان الموقف أصعب مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه.

 

أمي، التي حملتني في بطنها تسعة أشهر، وتعبت من أجل أن ترى ابتسامتي، وتألقت عيونها لرؤيتي أتقدم في خطوات حياتي، غادرت هذا العالم لتسكن في دار الحق. ولكنني على يقين أن كل لحظة عاشت فيها كانت مليئة بالبركة، وأن كل دعوة رفعتها لربي من أجلنا كانت قد أضاءت طريقنا وأسهمت في حياتنا بشكل لا يمكن أن يُقدر بثمن.

 

إن فقدان الأم هو ألم عميق لا يمكن وصفه، فالأم هي مصدر الأمان، وهي رمز الحب الذي لا ينتهي، وصوت العطف الذي يواسينا في لحظات الحزن. ولكنني في هذه اللحظة من الحزن، أسترجع كل اللحظات الجميلة التي عشناها معًا، وأدعو الله أن يرحمها بقدر ما أعطت من حب وعطاء.

أمي، قد غابت عن عيوننا لكن روحها ستظل حاضرة في حياتنا إلى الأبد، ولا يمكن لزمن أن يمحو ذكرها من قلوبنا. أدعو الله أن يرحمها رحمة واسعة، وأن يغفر لها، وأن يثقل ميزان حسناتها.

 

يا من جعلتِ الحياة أسهل لنا، وكنتِ دائمًا القوة التي تقف خلفنا، نسأل الله أن يُحسن إليكِ في دار النعيم كما كنتِ تحسنين إلينا في هذه الدنيا. نسأله تعالى أن يسكنك فسيح جناته، وأن يجمعنا بكِ في الفردوس الأعلى من الجنة. وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يُبدل حزني إلى فرح بلقائك في دار الآخرة.

 

إن هذه الفاجعة تذكرنا جميعًا بضرورة الاستفادة من أوقاتنا مع من نحب، وعدم تأجيل لحظات الفرح، والتعبير عن حبنا وتقديرنا لهم. إن الحياة قصيرة، وما نزرعه فيها من حب واهتمام سيظل يثمر طيبًا مهما طال الزمان.

 

في الختام، أسأل الله أن يلهمني الصبر والسلوان، وأن يمدني بالقوة في هذا الوقت العصيب. كما أدعوه أن يغفر لوالدتي ويسكنها فسيح جناته، وأن يجعل هذا الشهر المبارك بداية لرحمتك يا أمي، ومقدمة لقبول دعواتنا التي لا تنقطع.

 

إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء لله


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading