البيئة والهوية الأمازيغية في قلب احتفالية ثانوية ثازغين

abdelaaziz616 فبراير 2025Last Update :
البيئة والهوية الأمازيغية في قلب احتفالية ثانوية ثازغين

فكري ولد علي 

عاشت ثانوية ثازغين التابعة لمديرية التعليم بالدريوش، أمس السبت، يوماً استثنائياً امتزج فيه الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة بالتحسيس بأهمية البيئة والحفاظ عليها. الحدث، الذي نظمته جمعية “بيرما ريف” بشراكة مع مؤسسة “ريفوريست” والمديريتين الإقليميتين للتعليم والشباب بالدريوش، جاء تحت شعار “البيئة والثقافة في خدمة الأجيال الصاعدة”، وعرف مشاركة واسعة من التلاميذ الذين تفاعلوا بحماس مع مختلف فقراته.

انطلقت فعاليات اليوم الاحتفالي في الفترة الصباحية بحملة توعوية حول أهمية البيئة، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة الحفاظ على هذا الفضاء المشترك للعيش واستدامة موارده. بالتوازي مع ذلك، شرع التلاميذ في رسم جدارية كبيرة تجسد قيمة الطبيعة وضرورة حمايتها، بينما قدم آخرون عروضاً ومداخلات ناقشت دور المدرسة كمحطة أولى لترسيخ الوعي البيئي.

وقد كشفت هذه المداخلات عن وعي متزايد لدى التلاميذ بأهمية الحفاظ على البيئة المدرسية، باعتبارها البيئة الأقرب لهم والتي يقضون فيها جل أوقاتهم خلال اليوم. كما أكدوا على ضرورة تحمل كل مكونات المجتمع المدرسي لمسؤولياتهم في هذا المجال، بدءاً من سلوكيات بسيطة مثل ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وصولاً إلى مشاريع بيئية أكبر مثل التشجير وإعادة التدوير.

في ختام الفترة الصباحية، قام التلاميذ بغرس الأشجار والنباتات العطرية في فضاءات المؤسسة، في خطوة رمزية تعكس التزامهم بالممارسات البيئية المستدامة. هذه المبادرة لاقت استحساناً كبيراً، حيث عبر المشاركون عن رغبتهم في الاستمرار بهذا النهج، خصوصاً في ظل التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة، من تغيرات مناخية وتراجع في الغطاء النباتي.

مع حلول الفترة المسائية، تحولت الثانوية إلى فضاء احتفالي بهيج بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة، حيث قدم التلاميذ عروضاً فنية ومسرحية تجسد الاعتزاز بالهوية الأمازيغية والتقاليد العريقة المرتبطة بها.

تميزت العروض بتقديم لوحات مسرحية سلطت الضوء على بعض العادات الأمازيغية، خاصة تقاليد العرس الأمازيغي، إضافة إلى مشاهد تحسيسية تناولت قضايا اجتماعية مثل مسرحية “بوحمرون”، التي أبرزت أهمية التلقيح في مواجهة هذا الداء الذي لا يزال ينتشر في بعض المناطق.

لم يكن الحفل فقط مناسبة للاحتفال، بل كان أيضاً فرصة لتكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين، حيث تم توزيع جوائز تقديرية على المتفوقين الحاصلين على معدلات بين 14 و18، في التفاتة تحفيزية تكرّس ثقافة التميز والاجتهاد داخل المؤسسة.

عكس هذا اليوم الاحتفالي رؤية شمولية تجمع بين التربية البيئية، والاعتزاز بالهوية الثقافية، وتعزيز روح المسؤولية لدى الناشئة. كما أنه يعد نموذجاً للمبادرات التي يمكن أن تسهم في بناء جيل واعٍ، قادر على الموازنة بين الحفاظ على موروثه الثقافي والانخراط في القضايا البيئية والمجتمعية.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading