التبوريدة مشاركة بين الإنسان والحصان

voltus1 يوليو 2016Last Update :
التبوريدة مشاركة بين الإنسان والحصان

هذه آخر تدوينة بلغة موليير للكاتب المغربي محمد مروازي رأت النور على صفحته بالفيسبوك قبل وفاته بأيام قليلة.. أقدم فيما يلي ترجمتها الى اللغة العربية: نص التدوينة: تحت “الوثاق” على الشاطئ، كان الفارس الحاج سعيد يستعد للتبوريدة. اللباس تقليدي وأنيق.على الكتف، «الحمّالة» السوداء، التي تتضمن خنجره،كانت تنير البياض اللامع لجلابته. يعتمر عمامة صفراء مطوية بعناية، وكان هدبها يغطي رقبته، عمامة تتناسق مع بلغة الفارس. جميل كعريس جدلان وهو يضع رجله على ركاب السرج، ثم يصعد برشاقة على مطيته، حصان أدهم، رشيق، الذيل ناعم يميل جانبا بشكل متواصل وكأنه يريد اظهار عدته المزخرفة، سرجه النفيس المزين بالصقلي. برأسه يقوم الفحل أحيانا بإيماءات الاستحسان، ويرفع عاليا ناصيته السوداء. يعض بقوة بفكيه حتى تصطك أسنانه. يغوص حافره في الأرض لإظهار نفاد صبره. ينطلق حينما تعطى الإشارة ويصهل. تلك من علامات عشق الجواد. ينضم الحاج سعيد باعتزاز لكوكبة (سربة) أولاد فرج. بصفته «علاما” يقدم له فرسان القبيلة التحية. وعندما ينتهي «العمّار» من تزويد «المكاحل» بالبارود ويفسحون المجال، يشتد حماس السربة التي تهتز مرتبكة في البدء قبل لحظة الانطلاقة لأن الخيول تتردد وتمشي جانبا. تصطف الفرسان فجأة بشكل رائع ثم تنطلق الخيول بشكل متناغم، يختلط دوي الحوافر مع رنين الأجراس، الجماهير تحبس أنفاسها. مع صياح العلاّم الحاد، يرفع الفرسان الشباب بنادقهم ثم يطلقون النار. طلقة واحدة. تستقبل السربة عاصفة من التصفيق. وتنطلق الزغاريد من جميع الجهات. بين الغبار ودخان البارود تعود السربة بهدوء نحو نقطة انطلاق الفنتازيا، مصحوبة بدقات الطبول وترديد الأغاني التي تمجد شجاعة وكرم أولاد فرج. لا يمكن للقبيلة أن تخلف الموعد بالموسم تكريسا لتقاليد الفروسية النبيلة. فهل يوجد هناك ما هو أفضل من الفنتازيا للحفاظ على هذه اللمة وهذا التتكافل الرائع بين الإنسان والحصان؟

ترجمة أحمد رباص


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading