عبد المغيث لمعمري مراسل صحفي .
الرباط، 01/09/2025
في الآونة الأخيرة، أثيرت موجة من القلق والاستنكار بشأن الممارسات لا مهنية وغير أخلاقية لطبيب أستاذ مساعد في جراحة الطب العيون، (أ) الذي يعمل في مستشفى الاختصاصات بالرباط. حيث تعالت أصوات الأطر الصحية في المستشفى، رافعةً شكايات متعددة تتعلق بسلوكيات هذا الطبيب التي تتنافى مع القيم المهنية والأخلاقية المتمثلة في احترام الزملاء والمرضى على حد سواء.
عبر العديد من الشهادات، تم التأكيد على أن الطبيب المذكور يظهر سلوكيات غير مهنية أثناء التعامل مع الأطر الصحية الأخرى، إذ يتعرض الزملاء للتقليل من قيمتهم، ويرتفع صوت الطبيب في حالات تحتاج إلى التعاون والاحترام المتبادل. تُظهر الشهادات أيضًا كيف أن هذا السلوك يؤثر سلبًا على الروح المعنوية لفريق العمل، مما يعوق التواصل الفعال ويزيد من أجواء التوتر داخل المستشفى.
و من الملاحظ أن مدير المستشفى، الذي يُفترض أن يكون ضمانة لمستوى عالٍ من الجودة في الرعاية الصحية، يبدو بعيدًا عن متابعة هذه الممارسات، مما يثير تساؤلات حول آليات الرقابة والتقييم المتاحة ،إذ يفتقر الموظفون إلى قنوات فعالة للتعبير عن مخاوفهم، ويتردد الكثيرون في تقديم الشكايات بسبب الخوف من الانتقام أو التهميش في بيئة العمل.
إن عدم اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة هذه القضية قد ينعكس سلبًا على نوعية الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، حيث أن الأجواء السلبية يمكن أن تؤثر على جودة الخدمات والعناية بالمرضى، مما يضع صحة المواطن في خطر. من الضروري أن يتم إدماج الأطر الصحية في حل هذه الإشكالات من خلال إشراكهم في عمليات اتخاذ القرارات وتقديم الملاحظات حول الأداء المهني.
ختامًا، يجب على المسؤولين في القطاع الصحي أن يتحملوا واجبهم في محاربة هذا النوع من السلوكيات غير المقبولة. إن اعتماد ضوابط بديلة وإرساء ثقافة الثقة والاحترام المتبادل بين جميع الأطر الصحية سيكون له أثر كبير على تحسين بيئة العمل وتعزيز جودة الخدمة الصحية. يجب أن تكون الأولوية في أي نظام صحي هي صحة العاملين والمرضى على حد سواء، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتطوير الرعاية الصحية في بلادنا.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
