النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
شهدت مدينة تامنصورت خيبة أمل كبيرة بين الساكنة المحلية، بعد تأجيل الدورة الاستثنائية لشهر يناير نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، وهي الدورة التي كانت تعد بارقة أمل لحل العديد من المشاكل التي تعاني منها المدينة، مثل النظافة، البنية التحتية، وتحسين الخدمات الأساسية.
رصدت جريدة “النهار نيوز المغربية” خلال معاينتها للجلسة أن جل أعضاء المعارضة غابوا عن القاعة، مما أدى إلى تعذر انعقاد الدورة. ووسط حضور محدود شمل السلطات المحلية، بعض نواب الرئيس، والصحافة، أصبح التأجيل الحل الوحيد.
في هذا السياق، وجه النائب الأول لرئيس الجماعة، عبد الحق الكوط، اتهامات مباشرة إلى زعيم المعارضة، محملاً إياه مسؤولية عدم اكتمال النصاب. هذه الاتهامات زادت من تعقيد المشهد، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام الأطراف السياسية بمصالح المواطنين.
أين موقع مصالح الساكنة؟
السؤال الأبرز هنا: أين تكمن مصالح الساكنة في ظل هذا الجمود السياسي؟ لا تزال مدينة تامنصورت في حاجة ماسة إلى حلول عملية لمشاكلها المتفاقمة، إلا أن التوتر القائم بين المعارضة والأغلبية يبدو أنه يعيق التنمية ويؤثر سلباً على تدبير الشأن المحلي.
أمام هذا الوضع، يتعين على والي الجهة، السيد فريد شوراق، التدخل العاجل لحلحلة الأزمة وتفعيل حوار بنّاء بين الأطراف المعنية. كما أن على المجتمع المدني أن يلعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الأغلبية والمعارضة من أجل خدمة الصالح العام وتحقيق التنمية المنشودة للمنطقة.
هدر الموارد وضياع الجهود
من المثير للقلق أن مثل هذه الدورات تستنزف موارد مادية وبشرية كبيرة، حيث تتطلب إجراءات معقدة تمتد لشهرين تقريباً، تشمل طباعة آلاف الأوراق واستهلاك كميات كبيرة من الموارد مثل الحبر والوقت الإداري. وفي النهاية، يتم تأجيلها دون مبررات واضحة، مما يثير استياء المواطنين ويدعو إلى إعادة النظر في هذه الممارسات.
يتطلب الوضع في تامنصورت تحركاً فورياً وفعالاً من جميع الأطراف المعنية، سواء السلطات أو الفاعلين المحليين، لضمان استمرارية عمل المجالس الجماعية بما يخدم مصالح الساكنة. فالأزمة الحالية لا ينبغي أن تكون عائقاً أمام تحقيق التنمية، بل يجب أن تكون فرصة لتصحيح المسار وتحقيق تطلعات سكان المدينة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
