في خطوة مميزة تعكس الجهود المستمرة لتعميق الفهم الشرعي في قضايا العصر، شارك فضيلة الأستاذ مصطفى بوحلا، ابن مدينة العيون، في الملتقى السادس عشر حول “فقه الإفتاء وعلاقته بالفقه المقاصدي” الذي أقيم تحت رعاية الدكتور الشيخ عمران عبد المجيد إليخا، المدير العام لمجمع دار النعيم للعلوم الشرعية في نيجيريا. الحدث الذي جمع نخبة من العلماء والمفكرين الإسلاميين من مختلف أنحاء العالم، كان فرصة ثمينة لتبادل المعرفة والخبرات حول العلاقة الوثيقة بين الفقه المقاصدي وأسس الفتوى في الإسلام.
في مداخلته القيمة التي حملت عنوان “الخلفية المقاصدية في قضايا الخلاف بين العلماء: نماذج وشواهد”، قدم فضيلة الشيخ مصطفى بوحلا رؤية معمقة حول كيفية تأثير المقاصد الشرعية في تحديد حلول القضايا الفقهية التي تشهد خلافات بين العلماء. وركز في حديثه على دور المقاصد في توجيه الفتوى بما يتماشى مع المصلحة العامة ويستجيب للمتغيرات التي تطرأ على المجتمعات المسلمة.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد فضيلة الشيخ بوحلا بالجهود التي يبذلها مجمع دار النعيم في تعزيز الفهم الشرعي وتوسيع آفاق البحث العلمي، مشيداً بالتعاون المثمر بين علماء الأمة الإسلامية لمواجهة التحديات الفكرية والشرعية التي تواجهها الأمة في العصر الحديث. وأكد أن هذا الملتقى يمثل منصة مهمة للحوار بين مختلف المدارس الفقهية، ويعزز من تطبيق المقاصد الشرعية في مجال الفتوى بما يتناسب مع التطورات العصرية.
أثر المشاركة على المشاركين والحضور
عبرت العديد من الشخصيات العلمية والدينية المشاركة في الملتقى عن تقديرهم الكبير لمشاركة الشيخ مصطفى بوحلا، معتبرين أن مداخلته كانت بمثابة إضاءة جديدة في النقاش حول الفقه المقاصدي وعلاقته بالفتوى. كما أشاروا إلى أن المشاركة في مثل هذه اللقاءات تعزز من أهمية تطوير آليات شرعية تناسب مستجدات العصر وتراعي المصالح العامة للمجتمعات الإسلامية.
وقد كان الملتقى فرصة مثالية للمشاركين لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية تعزيز دور الفقه المقاصدي في تسهيل إصدار الفتاوى التي تحترم التنوع الفقهي وتضمن الحفاظ على المصالح العامة للأمة الإسلامية. وتناول الحضور خلال المناقشات آليات تطوير الفتوى بما يواكب التحديات الجديدة ويحافظ على الهوية الشرعية.
في ختام الفعالية، عبر فضيلة الشيخ مصطفى بوحلا عن شكره وامتنانه لما لقيه من حسن الاستقبال والضيافة من الدكتور عمران عبد المجيد إليخا ووفده المرافق. كما أشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها مجمع دار النعيم في خدمة العلم الشرعي ونشره بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
لقد أثبت هذا الملتقى أن الحوار بين علماء الأمة الإسلامية حول قضايا الفقه المقاصدي وتطبيقاته في الفتوى هو خطوة أساسية نحو تعزيز الفهم العميق للدين في مواجهة التحديات المعاصرة، مما يعزز من الدور الريادي للعلماء في استنباط حلول تتناسب مع احتياجات الأمة وتحترم تنوعها الفقهي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
