النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
واقع مرير يواجه المدينة
في خطوة أثارت استغراب سكان مدينة تامنصورت، أعلنت مؤسسة العمران ومجلس جماعة حربيل عن دعمهما لتنظيم ماراثون على الطريق، بمشاركة عدائين من مختلف الجنسيات. هذا الحدث الرياضي، الذي يُفترض أن يعكس صورة إيجابية عن المدينة ويُسهم في تحسين إشعاعها الثقافي والرياضي، يبرز تناقضات حادة مع الواقع المتردي للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
رغم تواجد عدائين وزوار أجانب، إلا أن المدينة تواجه وضعاً صعباً يتمثل في انتشار الأزبال بشكل كبير في الشوارع والأحياء، ما يترك انطباعاً سلبياً لدى الزوار. هذا التناقض الواضح بين طموح استضافة فعاليات دولية والواقع المحلي يُثير تساؤلات حول مدى مسؤولية واستعداد الجهات المنظمة لهذا الحدث.
الأزبال والكلاب الضالة: تحدٍ لصورة المدينة
الأحياء والشوارع التي يفترض أن تحتضن الماراثون تعاني من تراكم الأزبال وانتشار الكلاب الضالة، ما يعكس مشهداً غير لائق بمدينة تسعى لاستقبال زوار أجانب. هذه الظاهرة تُشكل إحراجاً كبيراً، إذ إن أي زائر سيُلاحظ بسهولة ضعف الاهتمام بالنظافة والخدمات العامة، ما يُسيء إلى سمعة المدينة على المستويين الوطني والدولي.
بالإضافة إلى ذلك، الكلاب الضالة تُشكل تهديداً محتملاً على سلامة العدائين والمشاركين، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الجهود المبذولة لضمان بيئة آمنة. من غير المقبول أن تستمر هذه التحديات في ظل استضافة تظاهرات رياضية دولية يُفترض أن تُبرز الوجه المشرق للمدينة.
البنية التحتية: عائق أمام النجاح
من بين المشاكل التي تواجه المدينة أيضاً، وضعية البالوعات المفتوحة وغير المغطاة، والتي تُشكل خطراً حقيقياً على العدائين المشاركين. هذه المشكلة تبرز انعدام التخطيط السليم وغياب التدخلات العاجلة لتحسين البنية التحتية. استضافة عدائين أجانب في ظل هذه الظروف قد تُعرض المدينة لانتقادات واسعة، خاصة في حال وقوع حوادث خلال السباق.
سمعة المدينة أمام الأجانب
مع تواجد عدائين وزوار أجانب، تُصبح سمعة المدينة تحت المجهر. البنية التحتية المتهالكة والخدمات غير الكافية لن تمر دون ملاحظة، مما قد يؤدي إلى خلق صورة سلبية عن تامنصورت كمدينة غير مهيأة لاستضافة أحداث رياضية كبرى.
هذا الوضع قد يؤثر على فرص المدينة المستقبلية في استقطاب تظاهرات دولية أخرى، ويُفقدها ثقة العدائين والجهات المنظمة لمثل هذه الفعاليات. من المؤسف أن يُصبح حدث رياضي عالمي فرصة ضائعة لتحسين صورة المدينة بدلاً من تعزيز مكانتها.
دعوة لتحمل المسؤولية
يبقى التساؤل: هل كان من الحكمة تنظيم هذا الماراثون في ظل هذه الظروف؟ وهل يمكن أن تُسهم هذه الفعالية في الضغط لتحسين الوضع؟
على مؤسسة العمران ومجلس جماعة حربيل أن يُظهروا التزاماً حقيقياً بتحسين الخدمات والبنية التحتية، ليس فقط لاستضافة الزوار الأجانب، ولكن أيضاً لضمان حياة كريمة لسكان المدينة الذين يُعانون يومياً من هذه المشاكل.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.