بقلم الدكتورة ماجي دميان
ثار مؤخرا الحديث عن “الذكاء الاصطناعي” كمصطلح وكعلم وتداولت الأقاويل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل والتوظيف وهل سيؤدي إلى انتشار البطالة بين البشر؟
وفي هذا المقال سأحاول الإجابة على الأسئلة الخاصة بتأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد ومنها التوظيف وسوق العمل
لكن في البداية سأقوم بإلقاء الضوء على تعريف الذكاء الاصطناعي وهو تعبير يطلق على القدرات التي تبديها الآلات والبرامج، بما يحاكي القدرات الذهنية للبشر، مثل التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي معنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي وأصل تسمية الذكاء الاصطناعي هو الرغبة في محاكاة الذكاء البشري للوصول إلى اختراع يشبه العقل البشري يمكّن الآلات من العمل بمفردها دون الحاجة للإنسان.
وقد استفاد العالم كثيرا من قدرات الذكاء الاصطناعي خاصة في مجال الإعلام وكتابة المحتوى وصناعة الصور ويستطيع الذكاء الاصطناعي التعرف على الكلام، وتحويله إلى نص مكتوب، ويستمع للمتحدث ويطبق ما سمع ويجيب أيضا، ويولّد الرسائل الصوتية من النصوص المكتوبة.
وفي مجال الأعمال الرقمية فهو قادر على خدمة العملاء، عبر إرشادهم إلى السلع الأكثر ملاءمة، والإجابة عن الأسئلة الخاصة بعمليات الشحن وطرق الدفع، وتسريع مدة الاستجابة لطلبات العملاء، واقتراح الألوان والقياسات تبعا لذوق العميل.
وفي مجال الرعاية الصحة، يتيح الذكاء الاصطناعي التصوير العلاجي الإشعاعي والتشخيص الدقيق للمرض.
كما يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي في المواقف الخطيرة مثل الحرائق والحروب للاستطلاع والدخول إلى مناطق النزاعات والخروج بالبيانات.
كما يُعد الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في تحويل الاقتصاد العالمي. ويُنظر إليه كعامل إنتاج جديد قادر على إحداث نقلة نوعية في مسارات النمو الاقتصادي، وتغييرات جذرية في طريقة العمل عبر مختلف القطاعات عبر أتمتة المهام المتكررة، مما يحرر العمال للتركيز على وظائف أكثر إبداعاً، واستراتيجية، وتحليل البيانات بشكل أسرع، وأكثر دقة، ومساعدة الشركات على تطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل.
وتشير التوقعات إلى أن حلول الذكاء الاصطناعي في طريقها للمساهمة بما يقدر بنحو 13 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030 إلى جانب تحسين جودة حياة الملايين حول العالم ودعم الصناعات المستقبلية.
بالإضافة إلى هذا يمكن للذكاء الاصطناعي إحداث تغيير جذري في آلية إنتاج الطاقة واستهلاكها، كما يمكنه تعزيز الكفاءة والتقليل من النفايات، والمساهمة في منع غازات الدفيئة من الوصول إلى الغلاف الجوي. وتشير التقديرات إلى أنه يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بما يصل إلى 5.3 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون إذا تم تطبيقها على مستوى العالم، لتساهم بدور رئيس وفعّال في تفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق مستوى 1.5 درجة مئوية.
أما عن سوق العمل في ظل ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته فإنه لا يشكل خطرا على مختلف المهن والأعمال بل سوف يُغير من المهارات الأساسية المطلوبة للوظائف وستحل محلها مهارات جديدة ، حيث أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديًا وفرصة في الوقت نفسه لأغلب المهن والوظائف إذ يتعين على الأشخاص أن يكونوا على دراية بالتكنولوجيا الجديدة وأن يتكيفوا معها للاستفادة من فوائدها وتعزيز دورهم في المؤسسات التي يعملون فيها.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.