عشرة أيام مضت من شهر رمضان المبارك وما زال يعاني من تسمم وإعياء وفقدان القدرة على التركيز نتيجة التسمم من بطيخة رمضان ومن الأدوية المضادة التي لها آثارها الجانبية، بل نتيجة الإهمال وعدم المراقبة الحقيقية من الجهات المسئولة عن المزارعين الذين يرشون الخضروات والفواكه بمواد سامه، وليس المراقبة على المزارعين فحسب، بل أيضاً على حالات التسمم التي تصل إلى مستشفيات قطاع غزة نتيجة تسمم في المواد الغذائية، وكأن تسمم المواطن منها أمر طبيعي، يتعاملون مع الحالة على أنه مريض بقضاء الله وقدره دون الأخذ بأسباب التسمم، في حين أن التسمم يعني أن هناك أداة جريمة وهناك مجرم قام بالتنفيذ بغض النظر إذا كان بشكل متعمد أو غير متعمد، فهذا لا يلغي وجود جريمة، ولكلا الحالتين عقوبة تتناسب مع حجم الجريمة والهدف من تنفيذها.
في يومه الأول وبعد الإفطار مباشرة دوت سيارة الإسعاف إلى المكان لتقله إلى مستشفى أبو يوسف النجار ومنها إلى المستشفى الأوروبي بمدينة رفح، ومنذ اللحظات الأولى لوصوله تركزت أسئلة الطبيب نتيجة للتقيؤ والإسهال والعرق الذي صاحبه، هل تناول البطيخ ؟ وبتركيزه على هذا السؤال يبدو وكان هناك حالات وصلت لنفس الأسباب.
إن عدم شفاءه في الثلاثة أيام الأولى ترك علامة استفهام، ولأنه في بداية الستينات من عمره بدأ الشك بان المشكلة ربما تكمن في غير التسمم، وبدأت الفحوصات تتوالى لكل أعضاء الجسم وفي كل تحليل يعود الأطباء للتشخيص الأول المرتبط بالتسمم، للدرجة التي شك فيها الأطباء بأنه ربما تناول مبيد حشري مباشرة بالخطأ، وذلك نتيجة السم المركز في الجسم، إلا أنه تم نفي ذلك تماما، فأصبحت بطيخة رمضان هي مصدر الشك الأول.
عشرة أيام ولا زال السم المركز في الجسم ولا يمكن أن نقول أن هناك إهمال من المواطن في غسل الفاكهة خاصة في فاكهة البطيخ، ولا نريد أن نخضع ما جرى لتحليل الشفهي، ولكن حين تثبت تحاليل الدم والتحاليل الأخرى بوجود نسبة تسمم عالية فهذا يعني وجود جريمة واضحة، بأن البطيخ تعرض لمبيد كيميائي من المزارع بهدف تكبير الحجم أو ليصبح أسرع احمراراً من الداخل أو كلاهما معاً، وقام ببيعه في الأسواق دون أن ينتظر المدة المطلوبة لقطفه حتى تتلاشى منه المبيدات، ولسنا ضد المزارع ولكننا مع التعامل بشكل صحيح مع المبيدات الكيميائية والتي يستهلكها المواطنون بشكل يومي لإلغاء ما هو ضار منها، واستخدامها بما لا يشكل خطر على المواطن، خاصة وأنه نتيجة البحث الأولي تبين أن هناك عدد من الحالات وصلت إلى المستشفى لنفس الأسباب.
نأمل أن تقوم الجهات المعنية بالمراقبة الحقيقية للمزارعين، كمان يجب أن تقوم الشرطة بالتحقيق في حالات التسمم الغذائية لمعرفة المصدر الحقيقي للتسمم للوصول إلى الجاني وتقديمه إلى المحاكمة، لنساهم جميعا في حماية المواطن.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.