حقق تخصص جراحة المسالك البولية بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون تقدمًا كبيرًا من خلال إجراء أول عملية استئصال كُلي للمثانة و البروستات مع استبدال المثانة بالأمعاء، أجراها فريق برئاسة الأستاذ الدكتور عادل ملوكي. هذه العملية المعقدة و الدقيقة لا تقتصر على علاج السرطان بفعالية، بل تقدم للمريض أيضًا حلاً جراحيًا يحافظ على شكله الجسدي الطبيعي، مما يمنحه جودة حياة أفضل.
تطلبت هذه العملية المعقدة التي تستلزم دقة جراحية عالية و خبرة واسعة، مشاركة فريق طبي متعدد التخصصات برئاسة الأستاذ الدكتور ملوكي، ضم أطباء التخدير و الإنعاش و أطباء الجراحة العامة، بالإضافة إلى الطاقم الطبي المساعد و الطاقم الإداري. معًا، حققوا نقلة نوعية في مجال علاج أمراض السرطان البولية على المستوى الإقليمي. وقد صرح الأستاذ الدكتور عادل ملوكي، أخصائي جراحة المسالك البولية و أستاذ في كلية الطب بالعيون قائلاً: “إنه إنجاز جماعي يعكس التزامنا بتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية لمرضى منطقتنا”.
* الجانب التقني لعملية الاستئصال الكلي للمثانة و البروستات مع استبدال المثانة بالأمعاء*
ترتكز عملية استبدال المثانة بالأمعاء على استخدام جزء من الأمعاء الدقيقة لإعادة بناء مثانة جديدة بعد استئصال المثانة و البروستات و التجمعات اللمفاوية التابعة لها بالكامل. تسمح هذه التقنية للمريض بالحفاظ على استمرارية التبول عبر المسالك الطبيعية، بربط المثانة الجديدة بالإحليل، دون الحاجة إلى استخدام كيس خارجي لجمع البول.
يأتي هذا الإنجاز الكبير في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، و التي تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية ذات الجودة العالية من المواطنين في جميع أنحاء المملكة.
و تجدر الإشارة إلى أن نجاح هذه العملية لم يكن فقط بفضل الخبرة الجراحية، بل أيضًا نتيجة للجهود المشتركة بين إدارة المستشفى و الطاقم الطبي والتمريضي ، الذين بذلوا كل الجهود الممكنة لتوفير أفضل الظروف العلاجية. و قد كان ا لتزام الفريق الطبي، بدعم من إدارة فعالة و تنظيم دقيق، عاملاً حاسمًا في ضمان نجاح هذه العملية الأولى من نوعها في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
