احتضنت زاوية قبيلة إيتوسى بمدينة طانطان، يوم الاثنين 30 شتنبر 2024 (27 ربيع الأول 1446 هجري)، حفلاً دينياً إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور عامل الإقليم بالنيابة وعدد من الشخصيات السياسية المحلية. إلا أن هذا الحفل الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة دينية، تحول إلى منصة للدعاية الانتخابية لصالح حزب واحد، مما أثار جدلاً واسعاً في صفوف المجتمع.
وبينما تم تكريم عدد من الشخصيات المنتمية إلى نفس الحزب، عبر العديد من الحاضرين عن استيائهم من احتكار الزاوية لتلك الشخصيات، معتبرين ذلك ضرباً للقيم الدينية والحضارية في المنطقة. وفي الوقت الذي كان من المتوقع تكريم شخصيات قدمت خدمات للقبيلة أو عرض المطالب الاجتماعية والاقتصادية للساكنة، كان الحفل يسير في اتجاه سياسي واضح.
وفي رد فعل على هذا التطور، اجتمعت فعاليات قبيلة إيتوسى مع عدد من الوجهاء والأعيان يوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، حيث تم إصدار بيان يندد بكل أشكال الدعاية الانتخابية غير المشروعة التي تمت في الزاوية، التي تعتبر مكاناً للأمن الروحي. كما دعوا وزارة الداخلية إلى فتح تحقيق بشأن هذه الانتهاكات.
وعبر المحتجون عن قلقهم من تأثير السلطة الإقليمية الحالية على نزاهة وشفافية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مطالبين بفصل الزاوية عن الصراعات الانتخابية الضيقة القائمة بين لوبيات الفساد.
في ختام الاجتماع، رفع الحاضرون أكف الضراعة إلى الله، بالدعاء للملك محمد السادس وعائلته، مستحضرين كذلك معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وطلب الرحمة للشهداء في الفيضانات التي شهدتها مدن زاكورة وطاطا.
تُعد هذه الأحداث في زاوية إيتوسى دليلاً على التوترات الراهنة في المشهد السياسي والاجتماعي في المغرب، حيث يواجه المجتمع تحديات للتوفيق بين القيم الروحية والاعتبارات السياسية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.