يعتبر مفهوم “النضال” داخل أي تنظيم حزبي كان أو نقابي أو جمعوي هو المدخل الأساس للترافع والدفاع واكتساب القدرات للتفاعل مع القضايا التي تشغل بال الوطن والمواطن على حد سواء، ويتمثل دور “المناضل” في ترسيخ كل القيم التي تربى عليها داخل هذا النوع من التنظيم على أرض الواقع وهو الأمر الذي يسير على نحوه ثلة من هؤلاء المناضلين الذين يطلق عليهم مصطلح “المناضل الصنديد” نتيجة قوة مواقفهم وصمودهم وايمانهم بالقضايا المصيرية التي يدافعون عليها بالغالي والنفيس بغية تحقيق المطالب التي من شأنها النهوض بالعنصر البشري والمساهمة في خدمة وتنمية القطاعات الحيوية التي ينتمون إليها.
إن عبارة “اجتمع فيه ما تفرق في غيره” تطلق على المناضلين الكبار الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن قضايا الغير؛ ولم تغرهم في يوم المراكز النضالية ولا كراسي المسؤولية؛ بل العكس هو الصحيح زادتهم نكران للذات والتشبع بالقيم والمبادئ والأخلاق التنظيمية والإنسانية والمواقف الرجولية، وهنا نستحضر خصال رجل استثنائي أو بالأصح “وجه لعملتين واحدة” ناضل في صفوف حزب الإستقلال منذ كان شابا متشبعا بالفكر العلالي نسبة للزعيم علال الفاسي رحمه الله؛ وكذلك دافع وترافع وأبلى البلاء الحسن داخل الدراع النقابي للحزب الإتحاد العام للشغالين بالمغرب بكل قوة ومصداقية شاربا من ينابيع رجال صدقوا ما التزموا به أمام الجماهير العمالية عبر عقود من الزمن ظلوا ولا زالوا نبراسا للعمل النقابي الجاد والمتجدد، إنه المناضل الصنديد “أحمد بلفاطمي” عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال والكاتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي وأعوان وزارة الشباب والرياضة “سابقا” والكاتب الوطني لإتحاد النقابات الوطنية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل.
لقد شكل “أحمد بلفاطمي” دائما ذلك المناضل الاستثنائي سواء داخل حزب الإستقلال أو نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب؛ حيث أينما وجد في كلى الموقعين لا يفرق بين الحزب والنقابة لأنه يعتبرهما جزءيين متكاملين موحدين؛ وهو الذي “بلفاطمي” يؤمن بفكرة الدفاع الحقوق وتحسين الأوضاع والمساهمة في تحديث الإدارة عبر الحوار الجاد والترافع المسؤول وطرح الحلول البديلة للخروج بنتائح إيجابية “رابح رابح”، إن التاريخ النضالي للحاج “بلفاطمي” كان دائما مبني على احترام مؤسسات الحزب والنقابة ومتشبعا بمبادئهم وأخلاقهم وملتزما بقراراتهم ما جعله يحضى بإحترام القيادة والقاعدة معا عبر ربوع المملكة، إن هذا الإنضباط هو الذي جعله رجل للتوافقات يوحد الجميع على المصلحة العامة للوطن أولا وللتنظيمات الحزبية والنقابية ثانيا؛ ولقد برهن أكثر ما مرة على حسه الوطني الكبير من خلال العديد من المواقف والتظاهرات الوطنية والإنخراط الإيجابي في الدفاع عن الوحدة الوطنية والترويج لها بكل فخر و اعتزاز.
إذا كان البعض يتسلق المناصب والمسؤوليات بهدف الحصول على امتيازات شخصية؛ فإن “بلفاطمي” اختار النضال من أسفل السلم التنظيمي دفاعا عن الطبقة الشغيلة بإعتباره “موظف” في قطاع الشباب والرياضة وهو الأمر الذي ساعده طيلة مشواره المهني في تشخيص الوضع العملي للموظفات والموظفين والأطر المساعدة والترافع من أجل هذه الطبقة بكل صدق من خلال انتخابه على رأس الجامعة الوطنية لموظفي وأعوان وزارة الشباب والرياضة “2024/2017” بإجماع المناضلات والمناضلين، هذه الفترة التي اعتبرها الجميع سواء داخل حزب الإستقلال أو نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب بأنها “فترة ذهبية” في تاريخ العمل النقابي بقطاع الشباب والرياضة؛ حيث حصلت الجامعة الوطنية على 38 مقعد في الانتخابات الخاصة باللجان الثنائية المتساوية الأعضاء وجعل الجامعة تحتل المرتبة الثانية في القطاع وتشكل أحد أبرز وأقوى المحاورين مع الإدارة؛ إن نتائج الجامعة الوطنية مع باقي قطاعات الإتحاد العام للشغالين بالمغرب قد ساهموا في تشكيل فريق UGTM داخل مجلس المستشارين وبالتالي الحصول على رئاسة هذا المجلس.
خلال فترة ترأسه للجامعة الوطنية لموظفي وأعوان وزارة الشبيبة والرياضة كان دائما “أحمد بلفاطمي” يفتتح اللقاءات والتظاهرات بنشيدي حزب الإستقلال ونقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب في إشارة منه على أن الحزب والنقابة يد واحدة ونضال واحد ومواقف واحدة، وكان يدعوا جميع المناضلات والمناضلين في صفوف الجامعة إلى الإنصهار في تنظيمات الحزب والنقابة في مختلف الجهات والأقاليم للتشبع بالفكر والمبادئ والقيم والدفاع عن القضايا الكبرى للوطن والمواطن؛ وهو الأمر الذي جعل الجامعة الوطنية تتميز على باقي الجامعات خلال اللقاءات الكبرى للحزب أو النقابة بالمشاركة بشكل مكثف وبنظام وزي متميز بكافة الجهات والأقاليم وفي مقدمة هذه المشاركات القوية هي مناسبة الإحتفال بعيد الشغل.
لطالما كان “بلفاطمي” دائما كنقابي يفتخر بإنتمائه لحزب الاستقلال وبرجالاته وأعلامه الوطنية وهو الأمر الذي جعله داخل الجامعة الوطنية لموظفي وأعوان وزارة الشباب والرياضة يؤسس “أكاديمية التكوين السوسيو-نقابي” للتأطير والتكوين وتنمية القدرات وتخليد رموز الحزب والنقابة، من خلال دورات متتالية تم الإحتفال ببعض رموز حزب الإستقلال ونقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب “الزعيم علال الفاسي، المجاهد عبد الحفيظ القادري، الوطني الكبير عبد الرزاق أفيلال، المناضل الفذ عمر مضيان”؛ إن هذه الدورات التكوينية كانت بمثابة دروس لمناضلات ومناضلي الجامعة للتعرف على تاريخ حزب الإستقلال والنقابة للتعرف على تاريخ الرواد وما قاموا به للمغرب بصفة عامة وللطبقة الشغيلة بصفة خاصة، إن هذا العمل الكبير والمتميز الذي أسسه “بلفاطمي” لا يقوم به المناضلين الصادقين والأوفياء للتنظيم والمتشبتين بقيم الحزب والنقابة لبناء جيل من المناضلين الأقوياء فكريا وترافعيا وميدانيا.
يتبع…
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.