الجزائر والمأزق الإختياري !!!؟

abdelaaziz68 أغسطس 2024آخر تحديث :
الجزائر والمأزق الإختياري !!!؟

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، اكادير،غشت،2024.
كل متابع لردة فعل النظام الجزائري إثر إعتراف فرنسا بالحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية ، يدرك ان الجزائر كشفت عن كل اوراقها بمعاداتها للوحدة الوطنية .
وفي نفس الوقت تبدو المبادرات التنموية المغربية تعطي الإنطباع ان المغرب رغم تفاقم ازمته الإجتماعية فهو يبقى بلدا ينمو بشكل يعطي الطمأنينة للمستقبل .
في المقابل لا تدخر الجزائر جهدا في تحسين اوضاعها الداخلية ،لكنها تتجه الى عزلة دولية بسبب تمسكها بلعبتها التي ورثتها من الحرب الباردة .
ومهما كان موقفنا من الجزائر ، ومهما اعتبرنا شأنها الداخلي امرا يهمها دون سواها ، فإننا كشعب من شعوب شمال إفريقيا وحوض البحر الابيض المتوسط لا يمكننا ان ننظر بعين الرضى و التشفي من حالة الجزائر ،لاننا مدركون ان ضعف الجزائر او اي دولة بالمنطقة هو تضعيف للتكتل و التعاون الإقليمي .
فقطع العلاقات بين البلدين و قبلها إغلاق الحدود ،واستمرار الجزائر في معاندة سيادة المغرب على الصحراء ، لا يمكن إحتساب الخسارة فيها على طرف دون آخر مهما كان الطرف الجزائري هو المتسبب فيها .
فالمغرب ايضا خاسر بسبب طبيعة سياسة النظام العسكري بالجزائر ،وليس هذا فحسب ولكن المغرب بعناد الجزائر يفقد شريكا حدوديا يشترك شعبه مع الشعب المغربي في كثير من العادات والتقاليد و التاريخ المشترك .
إن فلسفة التكتلات هي من جعلت اوروبا باتحادها قوية ، وهي من جعلت من مجلس التعاون الخليجي قوة أسيوية ، و منطقة شمال افريقيا تملك كل مقومات تكتل اقليمي قادر على خلق التوازن بينه وبين الإتحاد الأوروبي.والعالم .
لقد نهج المغرب منذ مجيئ محمد السادس قبل ربع قرن سياسة رابح /رابح ، واتجه في استراتيجيته الى الاستثمار في علاقات جنوب/جنوب ، لكن النظام الجزائري يصر على ثقافة خاسر /خاسر, وان يشكل الإستثناء في رهان جنوب /جنوب . وهو ما يدفع المغرب لتقوية علاقاته مع دول ما بعد القطر الجزائري .
المغرب لن يتوان في مد يده لحكام الجزائر ،ليس ضعفا ،ولكن بحثا عن مكاسب مشتركة ورهانات جيوستراتيجية يدرك المغرب الدور الذي يمكن ان تلعبه الجزائر في مواجهتها ،
و المغرب لن يقف مكتوف الأيدي ينتظر ان تعود الجزائر الى رشدها ،بل سيواصل طريقه نحو التنمية و الانفتاح الخارجي و تعدد الشركاء ،وهو بذلك يبقى متحمسا ان تلتحق به الجزائر بعد ان تكتشف حماقة سياستها الخاسرة التي تجلب التفكك للمنطقة خاصة وان الجزائر تجر معها جرا تونس بقيادة رئيس يمشي على بطنه وهو يتلقف الفتات من الجزائر .والموقف الحيادي لموريتانيا التي تتوجس من ردة فعل نظام جزائري يشاركها الحدود و يهدد استقرارها ان هي حادت عن حيادها .
في المحصلة ، نحتاج الى زمن طويل حتى يغير الموت قيادة الكومندارات ونراهن على الاجيال القادمة ان تطوي صفحة مكبوتات الماضي ورواسب إخفاقات التاريخ التي رمت يوما بقيادات تقود اليوم الجزائر أسيرة لذى المغرب . وتلك عقدة ملازمة لسياسة الجزائر إزاء المغرب .
غير ذلك ، فنحن ماضون في طريقيا ،و نحن على ارضنا ، و متباهون بقيادتتا ومسلحون بإرادة شعبنا كي نكون جميعا سدا منيعا ضد كل مخططات الجزائر التي لم تغير شيئا من ارضنا منذ ازيد من نصف قرن من المحاولات والمناوشات و المخططات و المآمرات .
فهل تعتبرون ؟

الاخبار العاجلة