لازلت اتذكر عشية شيوع خبر الموقف الإسباني حيال النزاع الإقليمي حول الصحراء شهر مارس/اذار عام 2022م، حينها كنت في دردشة افتقدها في يومنا هذا وللابد رفقة طيب الذكر المرحوم “محمد سالم الشرقاوي”، فطالعنا الخبر سويا قبل ان يأتي تعليقه سريعا، وهو الرزين في تحليله، الرصين في قراءاته حول الملف وقضاياه الحقوقية قائلا بلهجته الحسانية: “اسبانيا ماهي متغشميا فالتراب”…
جملة تقوم على معرفة اسبانيا للارض على اعتبارها شكلت ولعقود من الزمن مستعمرة تابعة لحكمها، وحقيقة المالك الفعلي للارض تعيها جيدا، واليوم فرنسا الداركة للحقيقة تخرج عن صمتها الرمادي لتؤكد موقفها الغير قابل للتاويل تجاه الملف، وكانني في مطالعة إطلالة الإليزيه ارى فحوى الخطاب الملكي السامي عشية ذكرى ثورة الملك والشعب لعام 2022م يروى من جديد لكن بلسان من كان مخاطبا حينها إسوة بإسبانيا وغيرها من البلدان التي خرجت من المنطقة الرمادية -كما يصفها المتتبعون للملف- في مواقفها الرسمية.
مكسب ٱخر ينضاف لمحصلة جهود الديبلوماسية الملكية في دفاعها عن الملف الذي يعد من اقدم الملفات الموضوعة على طاولة الامم المتحدة منذ إعلان وقف إطلاق النار في العام 1991م، ويؤسس لعلاقة جديدة مبنية على توجه المملكة خارجيا، وهي علاقة “رابح رابح”، وبالتالي المغرب يؤكد ثباته على محدد العلاقات الخارجية بناءا على. مفهومي “الوضوح والطموح”، اي “الوضوح” في الموقف الرسمي بخصوص مبادرته القائمة على تمكين الإقليم من حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية الموضوع على طاولة الامم المتحدة في العام 2007م باعتباره مدخلا رئيسيا لرسم معالم “الطموح” في شراكاته الثنائية…
لكل غاية مفيدة، نعيد استحضار مقتطف الخطاب الملكي السامي عشية تخليد ثورة الملك والشعب في ذكراها التاسعة والستون: “أوجه رسالة واضحة للجميع : إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.
لذا، “ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل…”
منقول عن صفحة الإعلامي “عالي الكبش”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.