أكادير ، سوس ماسة ، وسط المغرب : رؤية تكميلية لتنزيل البرامج الملكية

abdelaaziz628 يوليو 2024آخر تحديث :
أكادير ، سوس ماسة ، وسط المغرب : رؤية تكميلية لتنزيل البرامج الملكية

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير، يوليوز ،2024 .
عندما تم توقيع اتفاقيات إنحاز برنامج التنمية الحضرية 2020/2024 ، أمام انظار جلالة الملك كتبت يومها مقالا لفت فيه الانتباه الى ان البرنامج وميزانيته لم يتناولا عنصرا هاما في نجاح هذه المشاريع وهو: العنصر البشري.
لم يتضمن البرنامج اي ميزانية معتمدة للتوظيف او التكوين او التدريب او التعاقد لتسيير هذا الكم الهائل من المرافق التي سيتم إحداثها .
في المجالس السابقة كان الاتحاديون قبل مجيئ طارق القباج في ولايته الثانية ،يصرون على ان يتم تدبير المرافق التي تنجزها الجماعة ـ من مالها او من خلال الشراكات ـ من طرف كوادر الجماعة ، لذلك رفضت تسليم المتحف الامازيغي و القاعات المغطاة و الخزانة الناطقة للغير لتسييرها .
بعد ذلك بدت جماعة اكادير مجرد ممول لإنشاء مرافق.
و حسب قرار صودق عليه في دورة سابقة ، فإن جماعة اكادير لن تتسلم المشاريع التي تهم المرافق الثقافية ،وان وزارة الثقافة هي من ستتسلمها من شركة التنمية المحلية .
ولأن مندوبية الثقافة مثلها مثل باقي المندوبيات على الصعيد الوطني تشتغل بعنصر بشري محدود جدا لا يكفي احيانا لتدبير مقر المندوبية ،
فكيف له ان يوفر العنصر البشري لتدبير كل هذه المرافق ؟
و لأن الامر سيكون بيد الوزارة ،فإن هذه الأخيرة ستعين اسماء من الوزارة مركزيا ولا علاقة لهم بالجهة و المدينة !!!
لقد خاضت جماعة اكادير تجربة تسلم مرافق وبنايات من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وتبين ان العنصر البشري للجماعة رغم انه يفوق 1200 موظف وعامل غير مؤهل مسبقا لتدبير هذه المرافق مما يدفع بالجماعة الى الاستعانة بعمال الانعاش كإداريين و اعوان واحيانا مديرين !!!؟.
برنامج التنمية الحضرية يشرف على الإنتهاء ، و شركات التنمية المحلية انجزت المطلوب منها ، و الجماعة ستتسلم مشاريع فيما اخرى ستتسلمها وزارة الثقافة .
و كل هذه المؤسسات والهيئات لم تضع تصورا لتدبير هذه المرافق ،ولا تملك خطة قبلية تخص العنصر البشري المؤهل لتسييرها .
المتاحف ليست ضمن إختصاصات الجماعات الترابية ، وبالتالي سيتم تسليمها للمؤسسة الوطنية للمتاحف التي تأسست في 2011. اللهم إلا إذا اتبعت مسطرة مخالفة كما وقع في متحف الذاكرة .
دار الفنون تؤكد مصادرنا انها ستسلم لوزارة الثقافة ،وهي من ستديرها ،
و لا حديث داخل الجماعة عن خطة تهيئة و اعداد كوادر الجماعة لتسيير المسرح الكبير ،ولا مسرح الهواء الطلق بعد فتحه ولا مرافق مثل الاسواق كسوق السمك او المنتزهات ، وحتى ملاعب القرب و لا المحطة الطرقية المرتقبة او المسابح او المراكز السوسيو إجتماعية …
هذا الامر يحتمل أحد الخيارات كلاها فيه إجحاف : بين ان تنفق الجماعة على انشاء مرافق مهمة بالمدينة وبدل ان تهيئ كوادرها لتسييرها يتم تسليمها للوزارات التي تعين اسماء من المركز لتديرها على حساب الكفاءات المحلية .
والخيار الثاني ان تسلم للخواص لتدبيرها و بالتالي حرمان عمال الجماعة من الاشتغال فيها ،و الاستعانة كما العادة بعمال الإنعاش الوطني.
فكلما تسلمت الجماعة مرفقا الا و بدأ النقاش حول من سيشتغل فيه ،مع اني نبهت من قبل اربع سنوات الى ان كل مرفق توضع له خطة موازية لإعداد العنصر البشري الذي سيسيره ولم يسمع احد بكلامي .
في تقديري فإن نقاش سبل وطرق تدبير برامج التنمية الحضرية بعد الانجاز يجب ان يكون في صلب مخطط يجب ان يوضع للمرحلة المقبلة على مدى ستة اشهر . لأن صيانة وتطوير وضمان ديمومة هذه المشاريع مرهون بعنصر بشري متمكن ومتكون وسيكون جيدا اذا كان من طاقات المدينة في مختلف المجالات .
كما ان الدولة المغربية حان الاوان ان تنهي العمل بشركات التنمية المحلية بعد ان انجزت مهامها مشكورة ، وعلينا إسوة بباقي الجهات ان نحدث مؤسسة :وكالة تنمية اقاليم سوس ماسة ،كما هو الحال مع وكالة الشمال و الجنوب .
إن مدينتنا تستحق منا ان نشارك ونساهم في البناء و التدبير بعد البناء ، ونستحق منها ان تشركنا في البناء والتسيير بعد البناء .ويجب ان يتم ذلك عبر بوابة تكافؤ الفرص و حسن اسثمار الطاقات المحلية ، وعدم اختزال ابناء المدينة في الانعاش الوطني بلا حقوق ولا استقرار مهني .
وما يسري على الجماعة يسري على قطاعات موازية ، فلا يمكن الحديث عن امن المظينة دون الدعوة لتزيادة العنصر البشري و حسن تهيئة فضاءات الاشتغال ، ولا يمكن الحديث عن وقاية مدنية بمركز متقادم ومراكز قليلة امام التوسع العمراني الكبير …
إن ورش تدبير و تسيير اوراش المدينة يجب ان يفتح على عجل ، وإلا فكل ما انجزناه سيلحقه الإتلاف و الإرتجالية و سياسة “عدي بلي كاين “…
فهل تعتبرون ؟


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading