بقلم :محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،
كل النصائح والحكم والأمثال لن تنفع، وسط ركام انقاض وجثث متعفنة تحت بنايات ، سوى التخفيف من عمق المعاناة، بالشعارات المزيفة من دراويش متاهات التدين ،غريب بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن وحديث المتحدث عن البيت الأبيض ، وتعقيبة ،ان اسرائيل بلد ذات سيادة ولها جيشها المستقل ودوله ديمقراطية،
نحن مع وقف اطلاق النار ومع القضاء علي حماس ..!! اسرائيل تحاول
إطالة وقت الحرب لتوريط الولايات المتحدة في حرب اقليمية ،فكل الارهاصات التي تتحدث عن تخلي دول العالم عن اسرائيل هو شيء من الخيال حتي قرارات محكمة العدل الدولية ..هل سنعود لنفس السؤال من اتخذ قرار الحرب في حماس ..؟
ما دام الشخص سيعود الى المكان نفسه الذي أنتج تلك الأوجاع.ولكن بطريقة مأساوية ..؟
ما جدوى الخروج من أرقى عيادة طب نفسي وأمهر الأطباء وأفضل العلاجات وأصدق الحكم والنصائح ،
اذا كان الشخص سيعود الى المكان نفسه الذي أوجد المرض..؟من يحاكم من اتخذ قرار الحرب وهو يعلم جيدا ان العالم العربي خارج نطاق الخدمة ..
ياسادتي
المكان ليس محايداً: انه علاقات وقوى سيطرة وضغط ومخاوف وقلق وفقدان المصير والرتابة الخانقة والتوقع من كل شيء ..والخ.
من الصعب مغادرة اخر مكان ،
لانه جزء من ذاكرة وهوية وتاريخ وروابط شعب ،ولكن سوف يكون الخروج عن طريق البحر بقوارب مطاطية وتأمين بعض وجهات هذة القوارب الي جهات لاستيعاب هؤلاء المهاجريين ..
يومها ستعلن اسرائيل انتصارها علي المقاومة ،بعد عمليات ارهاب الجغرافيا
واعادة تنظيم وضع غزة الجديد ..
بالتنسيق مع دول عربية واقليمية
لكني لا أتذكر مرة واحدة شعب غادر مكاناً، بعد تجربة قاسية، ونظر الى الوراء.
أفكر في كل رحيل عبر نكبات لكل حقبة من الصراع إن المستقبل في المنعطف القادم ولم يفشل شعب يوماً.عن التمسك بالهوية في المنفي ..!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية ..!!
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.