جريمة قتل صالح بن خلدون ، حارس السيارات بحي القدس بتراب بلدية مديونة، لم تمر مرور الكرام على فعاليات المجتمع المدني في المنطقة، حيث أبوا إلا أن يصدروا بيانا جمعويا نددوا فيه٬ فيما اعتبروه تزايد وثيرة الاعتداءات على المواطنين واعتراض سبيل المارة وسلب ممتلكاتهم، واستفحال ظاهرة “المعربدين “.الخارجين عن نواميس المجتمع، كان من تداعياته في نهاية المطاف إلى ارتكاب جريمة قتل بشعة اهتز لها الشارع المديوني بالنظر لفظاعتها، بعد أن “شرمل” مجرم خطير وجه ضحيته، أحدث به عدة تشوهات وكسور شملت أجزاء متفرقة من جسده ٬ بعد أن هوى عليه بضربات متتالية بعصا غليظة مسمرة بمسمارين في مقدمتها كانت سببا في مقتل رجل سبعيني لا حول له ولا قوة ٬على يد مجرم خطير له سوابق قضائية في إضرام النار بمنزل والديه، والاتجار في المخدرات والاغتصاب…
واعتبرت الجمعيات الموقعة على هذا البيان التنديدي على أنه كان بالإمكان تفادي ما وقع، لو انتبهت الجهات الأمنية لهذا المجرم، وأوقفته على خليفة أنه كان ساعات قبل ارتكابه لجريمته، في حالة غير طبيعية، وهو” يُعربد” ويصرح في الشارع العام أمام أنظار الجميع، وهو مسلح بعصاه يلوح بها يمينا ويسارا خالقا الرعب في نفوس الجميع.
ويُحمل جمعويوا مديونة المسؤولية فيما حدث، لأصحاب الزي الرسمي لأنهم لم ينتبهوا لهذا المجرم على الرغم من أنه كان يصرخ ٬ويخلق الفوضى بالشارع العام والأزقة الخلقية ٬وصال ٬وجال بكل حرية إلى حين ارتكابه لجريمته التي اهتز لها الجميع، وأحدثت غليانا في قاع المجتمع المحلي، خصوصا وأن الضحية كان رجلا مسالما٬ يشهد له الجميع بالاستقالة، وحسن الخلق.
الجمعيات المديونية في ختام بيانها، التي وجهت نسخ منه إلى كل من عامل الإقليم والوالي، ووزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، ورئيس بلدية مديونة، نددت باستفحال ظاهرة الاعتداء على المواطنين٬ واستاءت فيما “اعتبرته” تهاونا من رجال الحموشي في القيام بواجبهم٬ من أجل الحفاظ على أمن المواطنين.
وعلم الموقع من مصادر مطلعة على أن العديد من الوجوه البارزة في المنطقة منهم أمنيون وسلطات ومستشارون وغيرهم حاولوا ٬وما يزالوا من أجل امتصاص غضب الجمعيات ٬وجعلهم يتوقفون عن ما يخططون له ٬والحيلولة دون رفع المسالة الأمنية إلى أعلى مستوياتها إلا أن الجمعيات الموقعة على البيان التنديدي السالف الذكر والبيان مصرة على التصعيد٬ وتدرس إمكانية عقد اجتماع طارئ فيما بينها لمناقشة الوضع الأمني في المنطقة ٬واستصدار توصيات منبثقة وملزمة في أفق إرسالها وتوجيهها لمختلف المصالح المعنية.لأنها ترى أن ما وقع للأب بن خلدون أكبر من أن يتم احتواؤه بكلمات لا تغني ولاتسمن من جوع .
وطالبت رئيس البلدية محمد مستاوي بضرورة عقد دورة استثنائية جماعية لتدارس نقطة وحيدة وفريدة خاصة بالواقع الأمني في المنطقة.داعية إياه في أن يتحمل مسؤولياته في هدا الجانب.
ولم تخفي فعاليات متنوعة رغبتها في القيام بمسيرة احتجاجية٬ وارتداء أقمصة مكتوب عليها “كلنا صالح بن خلدون.”
تغطية: حميد بو الحق
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.