دافع فاعلون سياسيون وإقتصاديون وإجتماعيون من الأقاليم الجنوبية عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مستعرضين مختلف الأوراش السوسيو إقتصادية والوضع السياسي للمنطقة، خلال مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأكد المقاول و الفاعل الإقتصادي، محمد المحجوب الدبدا في مداخلة بصفته فاعلا إقتصاديا صحراويا، أنه يمثل جيلا من الشباب الذي اختاروا استثمار طاقاتهم في مبادرات خاصة مستفيدة من المناخ الملائم الذي وفرته مؤسسات الدولة، من أجل تشجيع المبادرة الحرة والتشغيل الذاتي، لمواكبة النموذج التنموي الجديد، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في شهر نوفمبر 2015، ورصدت لها ميزانيات بلغت أكثر من 10 مليار دولار أمريكي، ويهدف إلى تأهيل البنيات التحتية، وخلق 120 ألف منصب شغل ومضاعفة الناتج الداخلي الخام ،حيث وصلت نسبة الإنجاز في أغلب المشاريع التي يغطيها هذا النموذج ما بين 80 مائة و100 في المائة، وكل ذلك في إطار نهج جديد يتأسس على ميثاق تنموي مستدام بين الدولة والفاعلين المحليين.
وشدد المستثمر محمد ادبدا، أن النموذج التنموي ثمرة مشاورات واسعة أطلقتها الدولة مع كل الفاعلين المحليين بكل مدن الصحراء المغربية، بما فيهم الممثلين المنتخبين ومنظمات المجتمع المدني وشيوخ القبائل والقيادات النسائية والمثقفين والفاعلين الإقتصاديين، والذين قدموا مقترحاتهم حول هذا النموذج التنموي قبل إطلاقه، قبل أن يصبح اليوم حقيقة على أرض الواقع، يجني الصحراويون ثماره وآثاره الإيجابية المنعكسة كل ساكنة الأقاليم.
وتابع محمد ادبدا، أنه بفضل المقاربة التنموية للمملكة المغربية بأقاليمها الجنوبية، يشارك الصحراويون بشكل حر ونشط في تنفيذ مجموعة من المشاريع المهيكلة بمنطقتنا، والولوج العادل للثروات المحلية، والاستفادة من إعفاءات ضريبية شجعت على خلق مناخ للأعمال يحقق عائدا تنمويا كبيرا على أقاليمنا، ويرفع من تنافسيتها، تماشيا مع الأهداف المسطرة التي تضع التنمية البشرية في صلب اهتمامها.
وأوضح المتحدث، أن المقاربة التنموية للمملكة المغربية في صحرائها انتجت إحداث معاهد التكوين المهني في مختلف الإختصاصات التقنية، ولعبت دورا بارزا في تمكين المقاولات المحلية، من الولوج لكفاءات ويد عاملة مؤهلة، وسمحت للمقاولات بتطوير قدراتها التنافسية على الصعيد الوطني، وتجويد أداءها الذي أصبح يرقى للمعايير الدولية المتعارف عليها.
واستحضر محمد ادبدا في مداخلته مشروع مدينة المهن والكفاءات بالعيون، التي تحتضن معاهد تكوين أطر تقنية متوسطة، وفي مختلف الإختصاصات كالطاقات المتجددة والصيد البحري وتقنيات التصنيع على إختلاف أنواع وكذا التخصصات المرتبطة بالأنشطة الفلاحية المختلفة، بما يضمن تمكين الساكنة المحلية من استغلال الثروات التي تزخر بها المنطقة.
وأبرز المتحدث، أن الصحراويين يتحدثون بمنطق العارف بحقيقة الأقاليم الجنوبية، ويستغربوت كيف لأشخاص بعيدين كل البعد عن أرضنا يعملون لجهات تعكف على الترويج لمغالطات لا تمت للواقع بصلة، مضيفا الصحراويين يؤمنون مبادرة الحكم الذاتي، تشكل الحل الأمثل والوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، نظرا لما سيفتحه من آفاق في المنطقة بأكملها، بما يتجاوب مع تطلعات ساكنة الأقاليم الجنوبية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.