كشف ألان جوردان ، عبر بحث تاريخي وأرشيفي أن المغرب يوجد أمام تحديات كبرى ، فأفضل نجاحه في إدارة ملفات حساسة ذات طابع دولي من الصحراء إلى الإرهاب ومواجهة التطرف ، وبفضل ريادة مؤسساته في مواجهة التطرف وخطاب الكراهية برؤية إستراتيجية مندمجة نجحت في تجنيب البلد ومجتمعات أوروبية عديدة المزيد من الهجمات الإرهابية وحازت أجهزته الأمنية سمعة عالمية وإشادة دولية إلى درجة أن الدول البعيدة أخذت تسعى إلى إستقطاب تعاونها باستمرار، يواجه تهديدات حقيقية قادمة من البطن اللينة للصحراء ، حيث يتجمع التطرف والإرهاب وكارتيلات الجريمة المنظمة ومهربو المخدرات الصلبة وفلول البوليساريو.
وتناول الكاتب والصحفي السويسري آلان جوردان في الكتاب القيم الذي إجترح له عنوان ” المغرب على الخط الأمامي لجبهة…الإرهاب – التطرف – الصحراء .” ، وصدرت طبعة ثالثة عن منشورات النورس بدعم من المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، تناول قضية ملتهبة تمس ماهو محلي ودولي …حيث نسج عوالمة من الاحداث الإرهابية الدامية التي هزت أكثر من عاصمة في القارات الخمس ، وموقع النموذج المغربي المتفرد والمساهم في طرح بدائل وممكنات الحد من تدفق المزيد من دماء الأبرياء عبر مقاربة شاملة تتجاوز البعد الأمني.
الكتاب الذي جاء في 181 صفحة من الحجم المتوسط يسافر بالقارئ عبر مكامن قوة الاستراتيجية الوقائية والأمنية للأجهزة المغربية التي فككت عشرات الخلايا الإرهابية وجنبت البلاد العديد من الهجمات على اراضيها في أوروبا، والتي إعتبرت ولا تزال إستثناء في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي، مستحضرا في السياق ذاته المقاربة المغربية المتعددة الأبعاد التي لا غنى عنها اليوم كما لا حق كيفية إشتغال الأجهزة الأمنية المغربية وقوة مادتها الاستخباراتية، وكذا الشخصيات البارزة التي تقود النموذج المغربي ، ليعرج على كل أوجه التعاون الدولي ومدى فعالية الاستخبارات المغربية فيه ، والتي جنبت العديد من العواصم الأوروبية من هجمات إرهابية كانت ستخلف الكوارث والدمار .
وينهي الكاتب رحلته المتعقبة للأحداث والباحثة لها عن تسلسل منطقي موضوعي ، كما جاء في العنوان بقضية الصحراء ، فبعد أن وضعها في سياقها التاريخي ، والتحويلات المحيطة بها التي أظهرت قوة الطرح المغربي والدعم الذي يواصل كسبه دوليا .
أشار عبر تعداده لأحداث ووقائع إلى ما يجري في منطقة الساحل من تهريب للأسلحة والمخدرات وانتشار الخلايا الجهادية، وتورط أفراد من جبهة البولبساريو عبر تسهيل مرور الأسلحة والكوكايين وتزويد المتطرفين بالمؤونة.
هذا الكتاب ، الذي أسهم به الإعلامي عبد العزيز كوكاس في إغناء الخزانة الوطنية بالمعلومة ومفيد للباحث والصحافي والمؤرخ والمواطن كذلك ، يبرز قوة توحيد المقاربة في الرؤية وفي التعاطي مع الظواهر الشاذة والتي من ضمنها ظاهرة الإرهاب والتطرف والتي لم تكتف بالمقاربة الأمنية بحكم يقظة المجتمع المغربي وسعيه نحو الدفاع عن المشترك الوطني والانساني.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.