مرة أخرى يعاد نفس المسلسل بنفس الشخصيات ونفس الإخراج، في ظل ما تعيشه مدينة مكناس من هذا اللون من الفساد، المستفيد من التناقضات التي تعيش على وقعها السلطات، مقاهي الشيشا بمكناس يقتلون شباب الأمة، العملة الجسدية والنفسية والروحية الثمينة جدا.
يفاجئ المرء لما يعلم بوجود هذه الجرائم الاستثمارية بالبلاد، تعيث برجالها ونسائها وشبابها بالإفساد، وتحت حماية الجهات المختصة، فعناصر الحماية لا يهمها إلا الدخل الجيد الذي يتحصل من طرف هذا اللون من الاقتصاد والاستثمار اللعين.
بمكناس يشد الانتباه مقاهي الشيشا بحركة تجري بالعلن وأمام أم أعين السلطات بالمنطقة، وهذا يوحي بالخطر الخفي خلف الستار، أن مافيا مقاهي الشيشا بالمنطقة المذكورة تتغـذى من مداخيل الشيشا والدعارة وتحوزت على ثروة هائلة، كل من تسول له نفسه الخروج عن الطاعة يلقى نصيبه من الجلد كائنا من يكن.
الغريب في الأمر، انه رغم خروج لجنة والتي عاينت بشكل واضح في الشهر الماضي عدم امتثال صاحب المقهى المحظوظ لقرار سحب الرخصة، متحديا الجميع رغم توصل بقرار الإغلاق عبر مفوض قضائي، أنه لا يزال يواصل عمله بكل أريحية وكأننا في مدينة لا سلطات فيها، بل الأدهى من كل ذلك أنه أصبح يضع إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدعو من خلالها فتيات المدينة إلى ضرورة الحضور إلى هذا المقهى مقابل عروض خاصة لهم تصل إلى مجانية الخدمات..
ما يجري بمدينة مكناس خطير للغاية، عرى عن واقع العصابة التي يتزعمها مالك مقهى المذكور بالبؤرة السوداء المذكورة، ليبقى التعويل على والي الأمن لتنظيف البيئة بمكناس، في ظل صمت غير مفهوم للسلطات الإدارية والمحلية، وتعد هبة بعدم شطب هذا الملف من الطاولة، ومواصلة التتبع والتغطية إلى حين الإنقاذ..
