عبد المالك بوغابة
كانت تعرف مدينة الحسيمة بكونها من المدن السياحية الجميلة، التي تجذب إليها العديد من الزوار على مدار العام، بالأخص الراغبين بزيارة الشواطئ الجميلة، في فترات الإجازة، كما هو الحال في شاطئ “كلابونيطا” أو “المنظر الجميل”، الذي يعتبر من أكثر الشواطئ شهرة في المدينة الواقع في مدخل الحسيمة داخل المحيط العمراني، على بعد كلم واحد عن وسط المدينة، الذي يبلغ مساحته حوالي 5000 م 2، وهو مجهز بمخيم بسعة 150 مكانًا مع مطعم ومقهى وبعض المرافق الرياضية…
ويعتبر هذا الشاطئ من الأماكن السياحية المرموقة بالمدينة والذي يرتاده المسافرون المغاربة والأجانب لما يوفره من مياه نظيفة يستهوي هواة البحار. كما أن الشاطئ كان يتوفر على مخيم صيفي من أحسن مخيمات في المغرب.. وفي هذا السياق يجرنا الحديث إلى النبش في تاريخ المخيمات الصيفية، حيث تعتبر تجربة التخييم بشاطئ كلابونيطا قديمة داخل النسيج الاجتماعي الوطني، حيث اتخذت في البداية أشكالا مختلفة من خلال خرجات النزاهة والاحتفال بالمناسبات الربيعية والصيفية لفائدة الحرفيين وتلاميذ الكتاتيب القرآنية والمدراس العمومية والحرة. لابد من الإشارة إلى أن في عهد الإحتلال كان جنود الإسبان يقومون بغسل خيولهم بشاطئ كالابونيطا حيث كان مركز تربية الخيول مكان المحطة الطرقية حاليا. وعلى الوادي كانت توجد منزل على شكل “فيلا”، يسكنها طبيب من جنسية ألمانية وكانت في ملكيته المبينة في الصورة..
ليتواصل هذا القطاع في تطور عبر مراحل حتى حدود منتصف التسعينات كان مخيم ملاذا للعائلات بالمنطقة المحيطة بالشاطئ، خصوصا في الفترة المسائية للاستمتاع بجماليته وسكينته وهدوئه. خاصة بمناظره الخلابة وروعة التضاريس بالإضافة إلى اللوحات الجميلة التي ترسمها مياهه الزرقاء و الرمال الذهبية، حيث يستقطب خلال فصل الصيف أفواج كبيرة من العائلات والسياح من مختلف أنحاء العالم.
أهم ما يميز شاطئ كلابونيطا هو وجود الصخرة “الملك” التي تدعى أيضا محليا ب ” ثَازْرُوطْ نَالمَلِكْ” تبلغ مساحتها حوالي (متران 2)، حيث لا تبعد سوى بأمتار قليلة عن الرمال.
ما لا يعرفه كثيرون من سكان المحليين عن إسم “صخرة الملك” ولماذا سميت بهذا الإسم ؟ يعود الإسم الصخرة نسبة إلى الأستاذ عبد المالك بولحية إبن شاعر الريف الذي كان من محبي الذهاب إلى هذا الشاطئ الجميل، ومتعود لممارسة هوايته القفز عن صخرة الملك بإستمرار منذ صغره خلال فترات الخمسينات، الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ومازال يحبه.. ويتعلق به.. حتى اليوم.. من بين أهم صفات عبد المالك بولحية الذي يختار البحر مكانا مفضلا له، وهذه هي مميزات وصفات الأستاذ عبد المالك بولحية.
وأخيرا عرف هذا الشاطئ عددا من التغييرات خلال السنوات الأخيرة، إذ خضع لإعادة التأهيل وتشييد عدد من المرافق من بينها المقاهي التي تستقطب الأسر في الفترة المسائية للاستمتاع بجماليته وهدوئه.. ولا نعرف أين اختفى مشروع فندق التابع لنادي فريق شباب الريف المزمع بناءه..!!! كلابونيطا… خليج بين جرفين.
ونحن على أبواب استقبال موسم الصيف 2023.. نتمنى أن لا تكرر أخطأ الماضي بخصوص تدبير واستغلال شواطئ الحسيمة من خلال الفوضى والعشوائية، بسبب استغلال المساحات الشاسعة من طرف بعض المقاهي المطلة على هذه الشواطئ أو بعض الأشخاص، الذين تعودوا على كراء المظلات الشمسية والكراسي للمصطافين كل صيف بأثمنة مرتفعة، ونوع من الفوضى… وهذا يدخل ضمن تخصصات عمل المجالس الجماعية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.