أخنوش والهندية والحشرة القرمزية

voltus19 مارس 2023آخر تحديث :
أخنوش والهندية والحشرة القرمزية

 

النهار نيوز / شيشاوة
كتبت نادية ملاس

فوجئت ساكنة الرحمانة بنزول وفد رفيع المستوى من رجال السلطة والفلاحة ونفر من البر لمانيين ورجال من الأمن وأسماء غليضة من الشخصيات يقودهم عزيز أخنوش ، ويتعلق الأمر هنا بمشكل فاكهة ” الهندية ” أي فاكهة الصبار وما جرى لها مع الحشرة القرمزية ، فعلا هو أمر غريب فائق الغرابة أن نرى كل هذا النفر من المسؤولين يتوجهون وبالضبط الى منطقة الرحامنة بدعوى أنها منطقة تعيش على هذه الفاكهة التي نعتبرها فاكهة ”

الدرويش ” لكنها اليوم حولت أنظار المضاربين وتجار الأسواق الفلاحية الدولية إليها رحمة بالفلاحين كما جاء في المذكرة الوزارية لقطاع الفلاحة ، لكن دعونا نعمق الكتابة في أمر فاكهة الهندية ونحن نعلم ما حصل لأثمنتها خلال صيفي 2020 / 2021 حيث تسلطت عليها الحشرة القرمزية و – قرمزتها- حتى صرنا نشتريها بالحبة ونقتسمها بالأجزاء حيث وصل ثمنها في أماكن خمسة دراهم للواحدة في الوقت الذي كنا نشتريها ب 50 فرنك ودرهم ، لكننا مقابل مشكل الحشرة القرمزية كنا نتابع أطوار جنيها من قبل تجار خاصين يفهمون فوائدها الأخرى التي لايعلم سرها إلا الألمان الذين كانوا هم الأوائل في اكتشاف غناها ومكنوناتها الزيتية السحرية في عالم التجميل وصناعات أخرى سنكشف عنها في كتابات أخرى وساكنة آيت بعمران يفهمونها جيدا باعتبارهم كانوا هم الأوائل في الإتجار مع الألمان ….نعم فعلا تسلطت الحشرة القرمزية على فاكهة الهندية وفعلا تضرر المستهلكون الفقراء منها وحتى بائعوها أصحاب ” لكرارس ” لكن هل هي حشرة مستوردة لأغراض خاصة أم صناعة مقصودة أم هو ابتلاء فلاحي كما حصل للطماطم في فترة سابقة ، ثم لماذا ينزل عزيز أخنوش حتى الرحامنة ليعطي الانطلاق لغرس 5000 هكتار بنبتة الكاكتيس ، نوع جديد بعيدا عن اجندت الحشرة القرمزية التي ضيعت هذه الفاكهة الجميلة التي كنا نقتنيها صيفا بعدما تغلى علينا الفواكه الأخرى ، يقول المفسرون دوي الإختصاص أن نزول وفد كبير ومختصين في علم الفواكه والحشرات أن الأمر هنا أكبر من الحشرة القرمزية لأن حشرات الخضروات والفواكه تعايشنا معها ويعرف صغار الفلاحين كيفية التعامل معها ، وليست الرحامنة وحدها من تعاني من هذا الضرر فمنطقة الغرب ومناطق الصحراء هي الأخرى متضررة بسم الحشرة القرمزية ، ومسألة تقنينها بهكذا اهتمام هو ما حير زارعو الهندية وحتى المستهلكون من الأسر الفقيرة ونحن منهم ، اهتمام جعلنا نفتح قوس السؤال والمسائلة متى كان السيد أخنوش يهتم بفاكهة الهندية الصيفية والمغاربة عاشوا الأمرين من غلاء الطماطم والبطاطس وهي مصدر عيشهم ؟ لماذا لم تتحرك كل هذه الترسانة من المسؤولين ورجال الأرض والفلاحة حينما كان المضاربون يرفعون سقف أثمنة الخضروات الأساسية ؟ وهل حينما تنضج فاكهة هده 5000 هكتار من شجرة الصبار هل سيتم توزيعها على صغار الفلاحين بمنطقة الرحامنة ؟ أم سنشتريها بثمن الزيت الذي سيعصر منها ليصدر الى ألمانيا على اعتبار أن اللتر الواحد من زيت زريعة الهندية يصل الى 1100 أورو فيما تباع بقايا الزريعة في أسواق أخرى .

5000 هكتار في الحقيقة رقم يغري حكومة أخنوش ويغرينا نحن أيضا والى ذلك الحين سننتظر هل ستبقى هذه الحكومة لتأكل من غلة هذا المشروع الذي ننتظره نحن والأبقار وسنودع فيه الحشرة القرمزية التي يرجع لها الفضل في زيارة أخنوش الى منطقة الرحامنة .


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading