يعد حزب الاتحاد الدستوري من بين الأحزاب العتيدة والعريقة في المغرب … فقد لعب دورا هاما منذ نشأته الاولى في تعزيز وتغذية المشهد السياسي المغربي … وقد كان له دور فعال كمؤسسة حزبية توعوية تأطيرية أسهمت في نشر إيديولوجية ديموقراطية ليبرالية منفتحة وسط شريحة واسعة ومختلفة (دكاترة، اساتذة، عمال، فلاحين…) من مواطني الممكلة من طنجة إلى لكويرة ….
وقد مثل حزب الاتحاد الدستوري في ما مضى رقما عصبا وسط المعادلة السياسية في المغرب وبالخصوص في الأقاليم الجنوبية … فقد كانت القاعدة الشعبية للحزب في الصحراء ذات وزن وقيمة … فلم تخلوا سابقا لوائح الناجحين المتنافسين على المقاعد التمثيلية الخاصة بمدن الصحراء في الاستحقاقات الانتخابية الوطنية والمحلية من مرشحي حزب الحصان بل العكس من ذلك، فقد كانت مسألة نجاح مناضلي الحزب شبه محسومة …
وقد كان سبب التنافسية الايجابية والقوة التمثيلية للحزب بالصحراء راجع بالأساس للإشراك الفعلي والمباشر لأبناء الجنوب في التسيير والتمثيل الحزبيين محليا و وطنيا … والاعتماد على مثقفي ومناضلي المنطقة المتميزون بالكفاءة والكريزما القوية…..وعلى بعض أعيان ووجهاء القبائل ذوو إجماع قبلي وعشائري يؤكد نزاهتهم وقيمتهم المجتمعية الراقية….
لكن وللأسف مانشهده اليوم من تدهور وتذبذب على مستوى التسيير والتدبير داخل هياكل الحزب ودهاليسه والذي يوحي بسعي الأطر المركزية إلى حشر الحزب في الزاوية وفك ارتباطاته المجالية وخاصة “الصحراء” … لا يبشر بالخير ..بل هو إنتحار سياسي قد يفضي إلى تقزيم الحزب وقتل روحه التنافسية وقيمته المعنوية ….
إن تهميش الحزب للعنصر الصحراوي لا يخدم المخططات الملكية والوطنية الساعية لإشراك أبناء الأقاليم الجنوبية في النشاط الحزبي والتمثيل السياسي … ولا يخدم أيضا مصالح الحزب بإعتبار الصحراء مجالا خصبا للتنافس الحزبي والذي أصبح محتكرا من قبل حزب واحد … بفعل تراجع الاحزاب الأخرى عن النشاط السياسي الفاعل وتحولها إلى مجرد كومبارسات داخل الأقاليم الجنوبية …
وبناءا عليه وبصفتنا أبناء نخبة من ابناء الصحراء الغيورين على الحزب فينا المثقف والاستاذ والعامل والتاجر والفلاح … نعلن تمسكنا كمناضليين داخل حزب الاتحاد الدستوري بضرورة اشراكنا في كل كبيرة وصغيرة تهم حاضر ومستقبل وتسعى لتقوية وجوده ونفوذه وطنيا ومحليا وخارجيا …. كما ندعوا القائمين داخل المكتب التنظيمي والسياسي إلى فتح حوار بناء مع مناضلي الحزب في الصحراء وتفعيل نشاط المنخرطين القدماء بالمنطقة وفتح باب الانخراط في وجه ساكنة الأقاليم الجنوبية ….
والله ولي التوفيق
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.