فجر شيخ زاوية فضيحة احتلال ضريح ولي صالح من قبل غرباء يتمتعون بنفوذ قوي، مكنهم من الاغتناء من مداخيل صندوق الزيارة واستغلال العقارات المحبسة لفائدته بل الحصول على الهبة الملكية السنوية منذ 20 عاما.
وكشف الشيخ المختار بن محمد بن محمد بن الطيب البوعزاوي في تصريح لـ”الصباح” بأنه راسل السلطات الوصية وقدم الوثائق التي توضح أن محتلي الضريح لا علاقة تجمعهم بصاحب الضريح، بما في ذلك ظهائر سلطانية من عهد المولى عبد الحفيظ، مستغربا الحماية التي يتمتع بها محتلو ضريح جده الأكبر الذي عاش في أواخر الحكم المرابطي وعاصر الموحدين لفترة طويلة وعمر أكثر من مائة سنة.
وندد شيخ الطريقة بممارسات أفسدت مزارا مقدسا لدى الشرفاء والزوار والمريدين والمحبين الذين يحجون إليه من كل بقاع المغرب، للتبرك بهذا الولي الصالح، كاشفا النقاب عن شكايات المريدين من الابتزاز والاستغلال، كما هو الحال بالنسبة إلى امرأة زارت الضريح ووضعت 20 درهما في صندوقه، ولكن المكلف به رفض المبلغ، مؤكدا أن الزيارة لا تكتمل إلا إذا دفع الزائر 100 درهم، وهو ما اعتبره الشيخ تصرفا مخلا بسمعة القيمين على الأضرحة والذين تنحصر مهامهم في الحفاظ عليها وصون ممتلكاتها.
وسجل المتحدث أن مثل هذه التصرفات تضر بسمعة الشرفاء ، الذين يسعون جاهدين لتوفير الخدمات اللازمة للزائرين وضمان راحتهم وسلامتهم، وأن ما يقع في الضريح المذكور يشوه سمعتهم بسبب تحويله إلى فضاء للتسول والابتزاز.
وندد حفدة الولي بهذه الممارسات الشنيعة، مناشدين المسؤولين للتدخل العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هؤلاء الغرباء الذين تجاوزوا حدود الأخلاق والقوانين، بالنصب على الزوار لجمع الأموال بطريقة تسيء إلى سمعة المؤسسات الوصية،
ووجه الشيخ المذكور نداء إلى مريدي طريقته للتصدي لمثل هذه التصرفات، مطالبا بإنزال عقوبات رادعة في حق كل من يقتات على مثل هذه الفرص في غفلة من السلطات، التي عليها تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على حرمة الضريح وضمان سلامة الزوار، بالنظر إلى المكانة الجليلة لدفينه في وجدان المغاربة، وأن الدليل على ذلك هو الإقبال المكثف للزوار من مناطق مختلفة.
ونبه المختار بن محمد إلى أن التصوف عمل رباني واجتهاد في العلم بمقتضى الحق والعمل به، وأن حدوده تختلف بحسب مقامات رجاله في معارج السلوك ومقامات العرفان، التي ما زالت تحظى بقدسية واحترام كبيرين من المغاربة، مذكرا بضرورة ترجمة الدور التاريخي لصاحب الضريح في محاربة الاستعمار إلى أفكار تحصن الخصوصية المذهبية بإحياء قيم التصوف السني والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي، لمواجهة رياح التطرف
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.