الهام عيسى
لم يتبق في قاموس العزاء والمواساة كلمات ذات اعتبار .. فالدعم المعنوي والرثاء البلاغي ومنشورات الانشاء والاستهلاك التعبوي كلها خارج السياق.. لا يمكن للتعابير والمفردات والمقالات والقصائد أن تغطي مساحة الحزن الممتد من فاجعة زلزال قاس فجيع لم يفرق بين تركي وعربي وكردي وارمني ومسلم ومسيحيي..وسوري وسوري.. فكان رغم فظاعته أكثر موضوعية من انسانية الغرب المتوحشه التي سيَّسَت الكارثه وعزلت السوريين وعززت متاريس المنع كقطاع طرق وقراصنة بحار لتصادر الانسانية وتبقي السوريين تحت الانقاض لمواجهة مصيرهم المحتوم في صور موت بطيء يندى لها جبين الانسانية .. فبرغم كل المحاولات القذره التي مارسوها على هذه الأرض محاولين ضربها وكسرها بشتى انواع الاجندات والمؤامرات .. الا ان ارادة السماء لكيدهم بالمرصاد .. فقد ارادوها موت وذل لنا .. فيما ايقظت المأساة الضمائر وحركت المشاعر ووحدت سورية التي راح المنهك يحفر الصخر بيديه من اجل صناعة الحياة لعلهم يعلمون بعض العرب معنى الوفاء والصبر والانتصار .. فبذور النخوة في الجسد العربي المنهك والمثقل بالجراح والخنوع والركوع والخضوع ظلت على حالها تحت خط الاستسلام .. التي تركت شعب اعزل تحت وجع الحواجزَ والحِصارات والخنادق والاسلاك الشائكة التي اقامها وبناها الغرب… ليقدموا العون والدعم لاخوتهم السوريين الذين لم يبخلوا يوما في تقديم الروح والمال والجسد من اجل قضايا العرب .. لقد كانت سورية دوما سباقة لمد يد العون لهم عبر التاريخ وفي الزمان والمكان ..
من هنا .. نعتقد بان على الدول العربية جميعا ان يتداركوا لبس الخنوع الذي هم فيه فان اعدائهم هم ارباب السيطرة والنفوذ والديموقراطية المزيفة ..هو عدوهم المشترك الذي لا يفرق بين عربي واخر. فما اصاب سورية وتركيا قد يصيب اي بلد عربي. . واوربي اخر لن يفلت احد .. فان دائرة الدهر تدور وعليهم اعادة حساباتهم وقراءتهم للواقع والتاريخ بصورة اوضح .. فهؤلاء يمارسون لعبة القمار بأوراق عربية يتداولونها بينهم بسخاء .. ان الزلزال اليوم اسقط الاقنعة التي تدعي الانسانية ومزق الزيف الموجود لديهم وفضح حقيقتهم الوحشية الغادرة .. وعراهم على حقيقتهم !
على العرب ان يعلموا تماما أنهم سواسية في المصير .. فالكل في محرقة واحدة تم تجهيزها منذ زمن بعيد.. وسيتبادلون الادوار حتما ؟؟
● فهل من صحوة وعي وضمير …؟؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.