الحب في زمن الفوضي”عز مبعرفشي يحب ؟
بقلم :-محمد سعد عبد اللطيف ؛-مصر ..
هذا بيان للناس للحالة المزرية التي تجتاح عموم البلاد من تهديد نسيج المجتمع من حوادث تبدوا غريبة عن مجتمعنا، من قتل، ومخدرات .وانتحار، صرخة للعودة الي جذورنا الطيبة الفطرية . في هذا الزمن البعض نحبّهم لكن لا نقترب منهم، فهم في البعد أحلى وهم في البعد أرقى، وهم في البعد أغلى، والبعض نحبهم ونسعى كي نقترب منهم ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم ، ولا نصافحهم ويؤلمنا الابتعاد عنهم ويصعب علينا. إنّ القضية اليوم قضية حياة أو موت، وإما أن نستسلم لهذا الوضع اللعین، ولکن الحياة أقصر من أن نجعل سعادتنا رهن مستقبل قد لا نراه أبداً في ظل انتشار جرائم غريبة داخل المجتمع ارتبطت بكلمة” كان علي علاقة حب” ، لذلك علينا أن نجد الحبّ كل يوم في كلّ ما هو حولنا، وإلا قد نستيقظ يوماً ولن نرى من حولنا سوى رعب ، وخوف ، وهواجس وظلمة باردة. ومع حادث أخر من قتل طالبة في مدينة الزقازيق .بعد حادث طالبة جامعة المنصورة التي قتلها طالب بأسم الحب, الحب الحقيقي هو أن تحب الشخص كما هو، بشكله ولونه وقوته وضعفه، وأياً كانت ظروفه المادية ومستوى تعليمه وثقافته، وأياً كانت وظيفته ومركزه الاجتماعي والسياسي، كثير منا لا يقترب من الأقل منه ثقافياً أو مادياً أو اجتماعياً، ولا من المختلف عنه عقائدياً. فثقافتنا في جوهرها قائمة على رفض الأخر لأنه مختلف نتيجة أرث قديم ، كما قيلت في “مسرحية هالو شلبي “لسعيد صالح 《أنت أبن مين في مصر》ولم نتعلم مفهوم الحب بمعناه الحقيقي حبنا احيناً يتمثل في النصف متر للمرأة . منذ ايام ونحن نجلس مع الأصدقاء دخل علينا في خلسة《 الفتي مهران 》في العقد الخامس من عمرة يستعرض لنا علاقاتة البطولية النسائية في اعتقادة الذهني والعقلي .والموروث لدية انها كانت بطولة وانة كان فارس عصره ، طلب من فتاة ان يقابلها وهو يعلم أنها علي علاقة حب بصديقة (ع).وفي ليلة من ليالي الشتاء البارد واللوحل في شوارع الريف المصري .يخلو المارة من الشوارع . ومن عادات الريف النوم مبكراً.في الشتاء فتقابلا معها بالأحضان والقبلات وبدون مقدمات . فستغربت لتصرفه وقالت جملتها الشهيرة له (عز ماكنشي بيعمل كدة ) فجاء ردة العفوي “عز مابعرفشي يحب ” في اعتقادة الراسخ أن الحب الجسدي هو الحب الحقيقي والبطولة .لقد جسد الحب في “فقر الفكر ” بمفهومة الضيق بالجسد ، بعيد اً عن مفهومة (العيب والزيلةوالخطيئة.والحرام )
قادني لنقطة من الصمت، بعيداً عن اي شيء، لأكون معه بكامل حواسي وتركيزي، لاأنكر أنني في لحظة ما كدت أفقد فيها السيطرة على دموعي وفيض أحاسيسي، بالكاد كنت أحبس دموعي، إنتقلت معه بكل حواسي وجوارحي لكل مكان ذكره في مسقط رأسي ،، وأنقاض بناء لم يكتمل بعد، أغدق الفتي مهران بتفاصيل كثيرة، ليست مملة بالعكس تماماً إنها تزيد الرؤيةَ وضوحاً.قادني لنقطة تفكيري ككاتب وقارئ جيد للأدب بسرعة البرق .عن رواية الكاتب المصري /صبري موسي (حادث النصف متر ) ماذا لو حدث للفتاة ان فقدت عذريتها ومات هذا الشاب في حادث .نعيش نفس مأساة الرواية ؛ أن البنت يمكن أن تلعب لعبتها مع رجل، ثم تتزوج رجل أخر او يهرب منها لحظة مصارحتها لة انها ليست (عذراء)
وفقدت شرفها في مجتمع محافظ ولة عادات وتقاليد ؟ إن قصة الكاتب المصري /صبري موسي في روايتة (حادث النصف متر )بعيداً
عن قيم الاخلاق الراسخة والشر!! الذي يتجلى في التضحية لمن نحب ،نحن شعوب تُمثل مشاهد الحب وتبالغ في أداء هذا الدور، لكننا في الواقع لا نعي ماهية الحب بمعناه السامي، ولا نمارسه بشكل حقيقي صادق، نحن نحب تملّك من نحب ضمن شروط شكلية ونوعية مسبقة، وهو حب مُقيّد إلى سلاسل العادات المتخلفة، وليس حراً طليقاً. ۔أمس الحب یهرب رويداً رويداً من ارض المحروسة . لينشغل الرأي العام بقضية أخري وقوع حادث قتل لمحبوبتة في مدينة الزقازيق لطالبة كلية الإعلام ليطعنها 17طعنة في مدخل بناية سكنية غدراً بأسم الحب .
وهو لم يعلم في التحقيقات التي اجرتها النيابة العامة أن كلمة محبوبتة .كانت ترجع الي اصل كلمة مريم في عصور الفراعنة (مي رع ) أي الحبيبة ، وفي غياب دور الثقافة والكتاب والمفكريين من الإبداع من هشاشة ثقافة العصر مما يطلق عليهم أدباء العصر والفوضي سواء في العلوم وفي الآداب فلا محل في كتابات الأدباء ورسائل الفلاسفة للعواطف الجامحة والاحساسات الغامضة والمشاعر المختلفة والمضطربة التي تزخر بها النفس الإنسانية، والتي لا تخضع لمنطق ما.يعيش المجتمع المصري بعيوبه ومهازله، في غياب نقد الحالة الأدبية والدينية والسياسية للبلاد، في أسلوب من السخرية اللاذعة فقدنا امثال كاتبنا المرحوم /” محمود السعدني “والتهكم الفلسفي الشيق وبسبب هذا الميل إلى التفلسف في القصة وقع المؤلفون، وإن كانوا من أئمة الكتاب، في شيء من الجفاء والإملال، وأبعدوا عن حقيقة الإنسان الحي ونفسه المضطربة العامرة بالمشاعر. . الي حالة( الحب والدم) في صورة الأفلام والقصص التافهة أين الرواية والأدب في ظل حالة مأساويةتبحث في أعماق الإنسان عن العواطف والاحساسات والمشاعر في شتى صورها واحتل (الحب) مكان الصدارة من هذه القصص لأنه أقوى وأجمل عاطفة في الإنسان واحتلت شخصية (العاشق العذري) المكان الأول من شخصيات القصة وإذا أردنا أن نشهد لهذا الحب الرومانتيكي، وأن نجتلي طلعة العاشق الرومانتيكي، في صورة حفلات “ام كلثوم” من ملامح وجوة الحاضرين لحفل الغناء وحالة الأحساس والتجاوب عندما تبكي سيدة من أصول لبنانية بصوت عالي عندما تنشد أم كلثوم .عن “سيرة الحب” .التي فقدت زوجها الطبيب المصري وهي في عمر يناهز ال 27عاماً
لتعيش علي ذكراه وذكري الحب معه رغم الفترة القصيرة التي عاشتها معه.فبعد اندثار واهمال العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب والفنون .وعشنا حياه مادية صرف .ومع انتتشار شبكات التواصل الاجتماعي والفوضي العارمة من صنعوا لآنفسهم مناصب وهمية والعزوف عن الإبداع والفكر .الذي كانت مصر رائدة في الخمسينيات والستينيات من الزمن الجميل ظهرت طبقة تدعي ثقافه الفهلوة وكونت لها مجموعات من (الالأضيش ) ليس لديهم اي ابداع فكري واذا حصرت اعمالهم لا تساوي مقدمة كتاب للدكتور (طة حسين في روايتة المعذبون في الأرض ) التي كانت اقوي مقدمة لكتاب في العصر الجديث .ومع هذة الأحداث نستدعي من الذاكرة قصة للكاتب والشاعر الفرنسي (لمارتن) فهذه القصة تمثل أصدق تمثيل في المذهب الرومانتيكي في الأدب. بطلها شخصية الشاب (رفائيل ) صورة دقيقة لما كان في أذهان القراء والكتاب على السواء، إبان ذلك العصر الذي سيطر علية العقل في القرن الثامن عشر ، من ملامح العاشق الكامل. . والحب فيها هو مثال (الحب العذري) الصوفي الكامل الذي رأى فيه الرومانتيكيون مثلهم الأعلى. إن شخصية ” رفائيل ” الرومنتيكية والحب الرومانتيكي مدفوعاً إلى اختيار رفائيل وحبه “لجوليا” القعيدة المريضة رفائيل فتى من أسرة ريفية كريمة الأصل، وأن كانت فقيرة،، فقد ثقته بالناس، وملت نفسه عشرتهم وضاع أمله في السعادة، فراح يبحث عن العزلة في قرية آمنة، على شاطئ بحيرة جميلة، بين أحضان جبل شامخ. . وإذا به يلاقي هناك فتاة تحيي في نفسه موات الأمل، وتعيد إلى قلبه حرارة العاطفة، وتجعله يشعر من جديد بجمال الحياة.العزلة النفسية:إن مثل هذه الشخصية تميل إلى التأمل في نفسها، وفي الطبيعة، وفي الوجود كله، فهي تحتاج من أجل ذلك إلى الهدوء والسكينة. ثم إن رفائيل ليست له أطماع أو أطماح في هذه الدنيا، بل هو يزدري المجتمع ويحتقر الجاه، ويشعر بقيمة نفسه وبسمو ذاته التي لا ترضى إلا بالعزلة النفسية التي تقضى على كل صلة بينه وبين المجتمع، لم تأت عليها عزلته المادية في قريته النائية .إن دور الطبيعة التي اعطي لها دور مهم في تكوين الشخصية: نحتاج لها في مجتمعنا الفوضوي من تلويث للبيئة والاصوات العالية وحالات الازعاج في اي وقت من اليوم التي تؤثر علي حياة سلوك الفرد !! فكان رفائيل يؤمن بأن الطبيعةتؤثر في ضربات بحبات القلب ومشاعره، فهي جزء من النفس والنفس جزء منها، وإن ما يجري في عناصر الطبيعة من الحياة هو نفسه ما يجري في عروق الإنسان منها، وهو لذلك يكتئب حينما تتلبد السماء بالغيوم؛ وينشرح قلبه عندما تشرق الشمس، وتهدأ العواصف: وتعود السكينة إلى الطبيعة فتعود أيضاًإلى نفسه. . . وأحب رياضة إليه التجول وسط الحقول، أو التنقل علي ضفاف البحيرة، أو صعود المرتفعات، أو اجتياز الإحراش؛ والطبيعة عنده، فوق كونها صديقة الإنسان الوفية يبثها آلامه وأفراحه، هي أجل مظهر من مظاهر قدرة الإله أن دور الحب في الشخصية: كان قبل أن يحب يؤمن بان الحياة بما فيها من شقاء وملل لا تستحق أن يحياها إنسان. فلما أحب، وأيقظ الحب شعوره الراكد، وحرك حسه الجامد، ورفعه إلى أعلى مدارج السعادة الروحية، أصبح يرى أن الحياة، لفرط ما فيها من لذة سامية، يخشى عليها أن يعكر صفوها حادث في عالم الغيب، لذلك يريد أن يموت في أوج سعادته، قبل أن يفاجئه الغد المشئوم، ويفحمه في حبه وأما الحب الذي ربط بين قلب رفائيل وقلب صاحبته (جوليا) التي هي صورة أخرى من الشخصية الرومانتيكية الممثلة في رفائيل، فقد كان حبا مثالياً اقرب إلى ما يسميه الإغريق بالحب الأفلاطوني، والعرب بالحب العذري!!
،محمد سعد عبد اللطيف”
كاتب مصري وباحث في علم الجغرافيا السياسية ”
[email protected]
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.