مسار العلاقات المغربية الموريتانية

voltus1 فبراير 2016آخر تحديث :
مسار العلاقات المغربية الموريتانية
جاء تطبيع العلاقات بين القطرين الشقيقين موافقا لأماني ورغبة العديد من دول القارة الإفريقية ، خاصة تونس و الجزائر و السنغال … كما جاء مستجيبا لطموحات المغرب في إسترجاع صحرائه الخاضعة آنذاك للهيمنة الإستعمارية الإسبانية ، ولموريتانيا دور يكمن أن تلعبه في الإتجاه الإيجابي للأماني المغربية ، كما لعبت منظمة الوحدة الوحدة الإفريقية دور غير مباشر في خلق القناعة لدى المغرب بالأمر الواقع . وقد أجمع جل المراقبين على أن الطابع الشخصي و قضية الصحراء هو أبرز ما ميز العلاقات المغربية الموريتانية بعد الإعتراف الرسمي المغربي بإستقلالها ، وتعد مرحلة السبعينات الحلقة الذهبية في هذه العلاقات ، نظرا لأن المغرب و موريتانيا صارا شريكين في قضية الصحراء و الدفاع عنها ، سواء كان ذلك بالطرق الدبلوماسية أو العسكرية ، فالتقارب المغربي الموريتاني كان مرتبطا بشخص الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه ، والملك الحسن الثاني ، كما تعد قضية الصحراء مقياس للحرارة بين دول المغرب العربي في عموما ، والمغرب وموريتانيا خصوصا ، فقد عزى جل المراقبين التحول في علاقة المغرب و موريتانيا المفاجئ من عدم الإعتراف إلى العلاقات الحميمة والتحالف ، وهذا ما نتج عنه إستدعاء الملك الحسن الثاني للرئيس الموريتاني حضور مؤتمر رؤساء الدول الإسلامية ، الذي عقد بالرباط في سنة 1969 ، وإتفق الزعيمان على هامشه إلى إعادة العلاقات الموريتانية المغربية إلى الوضع الطبيعي ، وهو ما حدث في 17 فبراير 1970 ، عقب الزيارة التي قام بها وزير الداخلية المغربي آنذاك السيد إدريس البصري رفقة وفد هام إلى موريتانيا ، وقد عملت الحكومة المغربية بتوجيهات ملكية على أن تتم روابط دبلوماسية بتعيين سفير لموريتانيا في الرباط ، وقد تم ذلك في النصف الأول من أبريل 1970 ، وفي مارس من نفس السنة قدم سفير المغرب بموريتانيا السيد قاسم زهيري تقريرا موجزا إلى الديوان الملكي عن مجالات التعاون التي كان يرى ضرورة الإهتمام بها و إتباع سياسة شاملة تكفل مصلحة الطرفين . قضية الصحراء في العلاقات المغربية الموريتانية . يعتبر نزاع الصحراء المغربية من النزاعات الكبرى التي أحبكت خيوطها الأولى في واشنطن ومدريد و باريس ، والتي أزمتها الخلافات البينية بين أقطار المغرب العربي ، بحث وفرت هذه الأقطار المناخ الملائم لنمو و ترعرع هذه المأساة المغربية فهي بالنسبة للمغرب قضية وطنية وفي سبيلها يضحي مغرب بكل شيء ما أنها قضية مبادئ و تقرير المصير بالنسبة للجزائر ، أما بالنسبة لموريتانيا فهي قضية حقوق التاريخية لكن هذه الحقوق ، إذا ما أصبحت مكلفة بالنسبة لموريتانيا تصبح قضية أخرى هي الحياد ، الموقف الذي تقوده مصالح جيوبوليتيكية تتفنن نواكشوط في خدمتها . مرحلة العلاقات المغربية الموريتانية في قضية الصحراء . أدى إعتراف المغرب بموريتانيا إلى دخول هذه الأخيرة منطقة الصراع الجزائر و المغرب حول الحدود من جهة ، وحول الصحراء من جهة ثانية ، مما جعل النظام السياسي الموريتاني يكشف أكثر من أي وقت مضى عن حقيقة سياسته تجاه قضية الصحراء . فمنذ بداية السبعينات أخذت موريتانيا تتجه نحو إقامة توازن بين المغرب والجزائر ، دون أن تلتزم في سياستها الخارجية بأي تحالف ثنائي كما كان الأمر في الستينيات ، لكن سياسة التذبذب بين الجزائر والمغرب جعلت موريتانيا تكسب مواقع وتخسر أخرى فيما يخص قضية الصحراء ، ولكنها ستبقى في النهاية الطرف الخاسر لأنها الطرف الأضعف . ففي لقاء القمة المغربي الموريتاني المنعقد بالدار البيضاء بتاريخ 8 يونيو 1970 ، حيث جاء البلاغ الختامي ل متضامنا في جوهره تغييرا في اللغة السياسية للبلدين تجاه بعضهما البعض ،
من جهة و تجاه قضية الصحراء من جهة أخرى ، فقد جاء البلاغ بم يأتي : ( … إن الطرفين بحثا الوضعية في الصحراء الخاضعة للسيطرة الإسبانية ، وقرر التعاون بكيفية واسعة للإسراع بتصفية الإستعمار عن هذا الإقليم طبقا للوائح الأمم المتحدة بهذا الشأن …) . وفي 30 أكتوبر 1974 ، أدلى الحسن الثاني تصريحا جاء فيه أن ( المغرب و موريتانيا قد إتفقتا على عدم إتاحة الفرصة لأي أحد في القول بأننا غير متفقين ، حول الصحراء الإسبانية ، وسرعان ما سيناقض هذا الموقف طلب الحكومة الموريتانية في مذكرتها غلى الأمم المتحدة في 20 غشت 1974 ، بأن الصحراء خاضعة للإدارة الإسبانية ، جزء لا يتجزء من موريتانيا و أن ( الحكومة الموريتانية لن تكلف |أي أحد للتفاوض نيابة عنها مع الدولة التي تدير الإقليم لقرير مستقبله ) لهذا طالبت المذكرة إضافة إلى ذلك سؤال آخر في الإستفتاء الذي سينضم في الإقليم ، يتعلق بضم الإقليم إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية .كما إستطاعت الدبلوماسية المغربية تبديد مخاوف التطويق من الجهة الجنوبية عبر إستقطاب موريتانيا ، وتشكيل جبهة موحدة إبتداءا من سنة 1974 ، للضغط على إسبانيا للجلاء عن الصحراء الغربية[16] ، من خلال التوقيع على إتفاق مدريد في 16 أكتوبر 1975 ، الذي تم على إثر إنسحاب إسبانيا في السنة الموالية ، وتقسيم الصحراء بين المغرب و موريتانيا ، وهو ما أثنى عليه إعلان الراحل الحسن الثاني في برقية إلى الرئيس الموريتاني ولد داداه . ( نزف لفخامتكم هذا النبأ السار الذي يبشر نهاية الإستعمار وتحرير هذا الجزء من وطننا الغالي الإفريقي ، بفضل الجهود المشتركة الموفقة التي قمتم بها ، ولنا إيمان راسخ ، أن تلك الجهود ستعطي أعظم النتائج الموجودة منها …) إلا أنه بعد إنقلاب 1978 ، الذي أدى إلى وصول العقيد المصطفى ولد السالك إلى السلطة مدعوما من قيادات الجزائر و البوليساريو ، فغير هذا الأخير من موقفه تجاه المغرب عموما وملف الصحراء على وجه الخصوص ، لتدخل العلاقات المغربية الموريتانية مرحلة جديدة إتسمت بنوع من التوتر و التوجس لتتخلى موريتانيا سنة 1979 ، عن الجزء الدي سيطرت عليه عقب الإنسحاب الإسباني عن إقليم وادي الذهب ، مما إضطر المغرب إلى ضم هذا الإقليم إلى سيطرته ، لتنتقل بعد ذلك العلاقات بين البلدين إلى حد القطيعة
بقلم: العاليه امغربلها
12659664_592349327586438_1987079122_n

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading