التكنولوجيا الذكية تساعد في إنقاذ الباندا العملاقة بالصين

voltus18 مايو 2022آخر تحديث :
التكنولوجيا الذكية تساعد في إنقاذ الباندا العملاقة بالصين

أدى اعتماد “الباندا” العملاقة في الصين على الخيزران كغذاء إلى جعلها عُرضة بشكل خاص للتغيرات البيئية، وقد دفع التطور الحضري السريع في الصين خلال القرن الماضي الباندا للانحصار في جزء صغير من أراضي الغابات، وبينما تتم حماية حوالي 54% من موطنها البري فإن هذه المناطق لا تزال عرضة للكوارث الطبيعية، مثل حرائق الغابات.

ولحماية موطن الباندا تم نشر “نظام الباندا الرقمي”، الذي تم تطويره في مشروع مشترك بين إدارة غابات سيتشوان والأراضي العشبية وشركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا؛ عبر الغابات والأراضي العشبية بمقاطعة سيتشوان في فبراير 2021.

ويساعد ذلك النظام في اكتشاف حرائق الغابات في المناطق التي يصعب الوصول إليها وتنبيه الحراس وإدارات مكافحة الحرائق حتى يتمكنوا من التدخل بسرعة، فضلًا عن مراقبة الحياة البرية.
وفي الوقت نفسهيمكن أن تساعد تقنية ذكية أخرى وهي التعرف على الوجه في تحديد الباندا بشكل أكثر دقة. وبالنسبة للعين البشرية تبدو وجوههم المغطاة بالفراء متشابهة لكن خوارزميات الكمبيوتر قادرة على تمييز الاختلافات.
يقول Zhao Jian؛ خبير الحلول في مكتب Huawei بمقاطعة Sichuan، الذي أشرف على تطوير نظام الباندا الرقمي: “ستلعب التكنولوجيا الرقمية دورًا أكبر في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المستقبل”.

“نظام الباندا الرقمي”

يجمع النظام البيانات من 596 كاميرا و45 كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء وطائرات بدون طيار وأقمار صناعية، ويقوم بتخزينها في السحابة. ويستخدم دعاة الحفاظ على البيئة والباحثون هذه البيانات لمراقبة الحياة البرية وتتبعها ودراستها، فضلًا عن اكتشاف النقاط الساخنة للحرائق الهائلة.

ونظرًا لاستخدام الكاميرات في المناطق النائية؛ حيث يوجد القليل من إمدادات الطاقة أو لا يوجد بها أي مصدر للطاقة، فإن النظام يعمل بالطاقة الشمسية ويستخدم نقل الميكروويف، والذي لا يتطلب كابلات وهو أكثر موثوقية في التضاريس المعقدة، كما يقول “تشاو”.

وفقًا لشركة Huawei يساعد النظام 140ألفًا من حراس الغابات ومديري الأراضي العشبية ودعاة الحفاظ على البيئة والباحثين في سيتشوان. وخلال الأشهر الخمسة الأولى تم اكتشاف 651 بقعة حرائق غابات ساخنة؛ ما قلل من حرائق الغابات بنسبة 71.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقًا لهواوي.

وعلى الرغم من اسمه  فإن نظام الباندا الرقمي يوفر الحماية لأكثر من حيوانات الباندا؛ حيث يغطي النظام قسم سيتشوان من حديقة Giant Panda الوطنية المنشأة حديثًا، والتي تبلغ مساحتها حوالي 10500 ميل مربع وتربط 67 محمية عبر ثلاث مقاطعات. وتلك الحديقة هي موطن لـ 1800 من حيوانات الباندا البرية في الصين، إلى جانب 8000 نوع آخر من الحيوانات والنباتات، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل: الباندا الحمراء والقرد أفطس الأنف.

ويقول تشاو “في المستقبل يمكن توسيع نظام الباندا الرقمي عبر أقسام الحديقة الوطنية التي تقع في مقاطعتي شنشي وجانسو؛ ما يصنع المزيد من “قصص النجاح” للأنواع الأخرى المهددة بالانقراض”.

عدد متزايد

في حين أن الباندا لم تعد مهددة بالانقراض وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)  إلا أنها لا تزال معرضة للخطر ولم تصل أعدادها في البرية بعد إلى مستوى ما قبل  عام 1980.
لكن جهود التكاثر يمكن أن تساعد في زيادة عددها، وكانت قاعدة تشنغدو باندا في مقاطعة سيتشوان رائدة في الحفاظ على الباندا وتربيتها منذ افتتاحها في عام 1987 مع ستة من الباندا المريضة والجائعة، وهي الآن موطن لأكثر من 200 من حيوانات الباندا ، ومن خلال الشراكات مع حدائق الحيوان والمحميات الأخرى.

وكانت التقنيات التكنولوجية مثل التلقيح الاصطناعي ضرورية في الجهود المبذولة لزيادة أعداد الباندا، بينما تم استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتتبع ومراقبة عدد قليل من الباندا الأسيرة التي تم إطلاقها في البرية.

التعرف على الوجه

يقول برانجال سواروب؛ المؤلف المشارك في دراسة التعرف على الوجه، “إن كل باندا لها بنية وجه ونمط شعر فريدان، ونحن لا نستطيع التعرف على ملامح الوجه الدقيقة وحفظها، حتى عند البشر، ولكن بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر، التي يمكنها التقاط اختلافات طفيفة وتحويلها إلى نظام رقمي، فإن التعرف على حيوانات الباندا الفردية أسهل بكثير”.
ويضيف “يمكن أن يساعد التعرف على الوجه الباحثين في تكوين صورة أكثر دقة لعدد الباندا في البرية أيضًا”.

الاخبار العاجلة