اجتمع وزراء التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا مرة أخرى في مراكش المغربية اليوم بدعوة من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني جي بلينكن.
ورحّب وزراء التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بعقد الاجتماع في أفريقيا وأكدوا من جديد تصميمهم المشترك على مواصلة قتال التنظيم من خلال كل من الجهود العسكرية وتلك التي يقودها المدنيون، والتي تساهم في الهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية. وأكد الوزراء سوية على أولوية حماية المدنيين وشددوا على ضرورة التمسك بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، فضلاً عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، في جميع الظروف.
وأكد الوزراء أن ضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم في العراق وسوريا هو الأولوية الأولى للتحالف. وشددوا على أنه بالرغم من الانتكاسات الكبيرة التي عانت منها قيادة داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا على مدار السنوات الماضية، لا تزال الجماعة الإرهابية تواصل هجماتها في العراق وسوريا، مما يمثل تهديداً مستمراً – كما ظهر في الهجوم واسع النطاق على سجن الصناعة في شمال شرق سوريا في كانون الثاني/يناير 2022.
وجدد الوزراء التأكيد على أهمية تخصيص الموارد الوافية للحفاظ على جهود قوات التحالف والشركاء الشرعيين. كما أن الجهود التي يقودها المدنيون – بما في ذلك جهود الردع، تحقيق الاستقرار، مكافحة التمويل الإرهابي، الخطاب المضاد، مقاضاة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإعادة التأهيل وإعادة الدمج تمثل جميعها ضرورة متزايدة لتحقيق هزيمة دائمة لتنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وأكد الوزراء على الحاجة إلى تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون في العراق. كما شددوا على ضرورة ضمان حلول مستدامة وطويلة الأجل لمقاتلي وعوائل تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا – في شمال شرق سوريا، بما يشمل الإجراءات القانونية المناسبة لضمان محاسبة المذنبين بارتكاب جرائم.
ففي سوريا، يقف التحالف مع الشعب السوري في دعم تسوية سياسية دائمة تماشياً مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. ويواصل التحالف دعم التعافي والاستقرار المحليين بشكل شامل في المناطق المحررة من تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى جهود المصالحة وإعادة الدمج لتأمين الظروف المواتية لحل سياسي للنزاع يشمل سوريا كافة بموجب ثوابت قرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما أقرّ الوزراء بالحاجة إلى مواجهة التهديد المتغير الذي يشكله تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في أفريقيا، ورحبوا بالاجتماعات الثلاثة الأولى لمجموعة التركيز الخاصة بأفريقيا، والتي عقدت في بروكسل، روما ومراكش. وتحت رعاية التحالف الدولي، ستساند مجموعة التركيز الخاصة بأفريقيا قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها الأعضاء الأفريقيون في التحالف، من خلال الاعتماد على التجارب في العراق وسوريا، وعبر الاستفادة من الدروس المستقاة من حملة هزيمة التنظيم، لصالح قارة أفريقيا حسب الاقتضاء. وتشمل هذه الجهود تبادل التقييمات حول تهديد تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا والمنظمات الإرهابية الأخرى في قارة أفريقيا، والتنسيق والتعاون بشأن الطرق الأكثر فعالية وكفاءة لمقاربة هذه القضايا، بما في ذلك تبادل المعلومات وإدارة الحدود بشكل استباقي. فضلاً عن مشاريع تحقيق الاستقرار، والردع ومنع التطرف. وشدد الوزراء على ضرورة أن تعمل مجموعة التركيز الخاصة بأفريقيا على مضافرة الجهود والمبادرات الأخرى القائمة على الصعيد الدولي والإقليمي وشبه الإقليمي، لمكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.
وأكد الوزراء أهمية مواجهة القضايا الكامنة وراء انعدام الأمن في أفريقيا، مع التأكيد مجدداً على أن أي حل دائم يعيق توسع تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في هذه القارة سوف يعتمد بالأساس على السلطات الوطنية، فضلاً عن الجهود والمبادرات الإقليمية وشبه الإقليمية والتي تعترف بدوافع الصراع السياسية والاقتصادية وتتصدى لها.أشار الوزراء بقلق إلى انتشار الجهات غير الحكومية الفاعلة، بما في ذلك الحركات الانفصالية، وانتشار الشركات العسكرية الخاصة في أفريقيا والتي تزعزع الاستقرار وتحدث مزيداً من الضعف للدول الأفريقية. وذلك من شأنه أن يخدم في نهاية المطاف داعش وغيره من المنظمات الإرهابية والعنيفة المتطرفة. كما ذكّر الوزراء أن هزيمة تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا سوف يقودها المدنيون من قِبل، ومع، ومن خلال دولنا الأفارقة الأعضاء، تماشياً مع مبادئ تولي مقاليد الأمور على الصعيد الوطني، ووفقاً للحاجات الخاصة للدول الأعضاء الأفارقة. ووجه الوزراء التحية لدولة بنين لانضمامها لتحالف هزيمة تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ممَّا رفع عدد الدول الأعضاء إلى خمسة وثمانين. وتشكل جهود التحالف جزءاً لا يتجزأ من هيكلية مكافحة الإرهاب العالمية.
وأقر الوزراء وجهة النظرة السائدة بأن جماعة داعش-خراسان تمثل تهديداً متصاعداً لمنطقة جنوب آسيا وآسيا الوسطى. وأدانوا بشدة هجمات داعش-خراسان المروعة خلال شهر رمضان وعطلة العيد في أفغانستان والتي استهدفت مدنين، لا سيما مجموعات تنتمي إلى أقليات. ويدرك الوزراء الحاجة إلى البقاء عازمين في مواجهة تهديد داعش-خراسان في أفغانستان، من خلال الفرق العاملة في التحالف والمبادرات الفردية للدول الأعضاء من أجل ضمان هزيمة دائمة لتنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وحيثما وُجدوا في هذا العالم.
وشدد الوزراء على ضرورة التصدي للتهديد العالمي الذي يمثله تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا من خلال تنسيق جهود كلي وشامل، والذي يمثل العلامة الفارقة للتحالف لهزيمة تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتشمل مثل هذه الجهود مبادرات مقدمة من الفرق العاملة في التحالف، بما في ذلك الاتصالات، ومكافحة تمويل داعش، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب وتحقيق الاستقرار.
كما أقر الوزراء أهمية إيجاد حلول مستدامة للأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف العنيف والتي تشكل تربة خصبة للإرهاب، وشددوا على أهمية ضمان الإدماج والمشاركة الهادفين للنساء، والشباب والفئات السكانية المهمشة الأخرى في هذه الجهود – ملاحظين الدور الحيوي للمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات النسائية والمنظمات التي يقودها الشباب، في منع ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب.
كما أعرب الوزراء مجدداً عن التزامهم الدولي للناجين ولعوائل ضحايا جرائم تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بما في ذلك محاسبة قادة التنظيم والجناة فيه. وأقروا بأن الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على الجنس، تعتبر من أشد الجرائم الدولية خطورة. ولا يزال الوزراء متحدين في تصميمهم على الحيلولة دون تذوق الأجيال القادمة مرارة المعاناة التي سببها تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. فلذلك يعبرون عن عزمهم للبقاء في منتهى الحذر، ضمن إطار التحالف لهزيمة تنظيم داعش/الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وخارجه ضد تهديد الإرهاب، بكافة أشكاله ومظاهرة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.