التقرير التركيبي النهائي حول أشغال الملتقى الدولي الثاني لمنتدى المرأة الصحراوية تنمية وديمقراطية العيون

voltus24 مارس 2022Last Update :
التقرير التركيبي النهائي حول أشغال الملتقى الدولي الثاني لمنتدى المرأة الصحراوية تنمية وديمقراطية العيون

 

 

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، و في إطار الاهتمام المتواصل بقضايا المرأة، نظم منتدى المرأة الصحراوية تنمية وديمقراطية الملتقى الدولي الثاني، والذي اختير له موضوع “القيادة النسائية والتمكين الاقتصادي”، وذلك أيام 22، 23، 24 مارس في مدينة العيون. الدورة الثانية لهذا الملتقى شهدت مشاركة وازنة للعديد من الفعاليات النسائية والتي تنتمي للدول التالية: الامارات العربية المتحدة، السعودية، الأردن، الكويت، موريتانيا، السينغال، الطوغو، الكونغو، الكونغو برازفيل، جزر القمر والولايات المتحدة الامريكية، الى جانب مشاركة فاعلة للعديد من نساء الأعمال ومختلف التعاونيات والمقاولات النسائية المغربية، مما أضفى على الملتقى صبغة عالمية، جعله فضاء للتواصل والتفاعل العميق وتبادل الخبرات وإغناء الحوار الجاد، ما أهله أن يشكل همزة وصل بين التجارب النسائية في أفق إعطاء قيمة مضافة للدور الريادي أساسا للمرأة، وحضورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
تميز ملتقى العيون الدولي الثاني، ضمن أشغال جلسته الافتتاحية بقصر المؤتمرات، يومه الثلاثاء 22 مارس 2022، بحضور مكتف وازن لشخصيات تمثل كافة المؤسسات والقطاعات الحكومية والسلطات المحلية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وفعاليات نسائية تنتمي لمجال ريادة الأعمال والقطاعات التعاونية والإنتاجية، الى جانب المتابعة الفعالة لوسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة والالكترونية، الدولية والعربية والمغربية. وتوقفت جل المداخلات عند أهمية تنظيم هذا الملتقى الدولي في سياق ما يشهده العالم اليوم، وما يطرحه من تحديات على المرأة ودورها الريادي في المساهمة لتحقيق الرقي والتقدم والتنمية المستدامة. الى جانب التأكيد على أهمية أن تكون قضية المرأة في صلب السياسات العمومية، من أجل الارتقاء بالمرأة اقتصاديا واجتماعيا ودعم قضاياها الحقة. وأبدت رئيسة المنتدى، الدكتورة فاطمة الغالي الليلي، عن سعادتها أن تنتظم الدورة الثانية للملتقى الدولي الثاني ل”القيادة النسائية والتمكين الاقتصادي”، في مدينة العيون، المدينة التي ظلت حاضنة للعديد من المبادرات ذات العمق الإفريقي والعربي والدولي، الى جانب دورها الريادي في لفت الانتباه الى دور نساء التعاونيات ورائدات الأعمال، خصوصا عندما نتحدث عن التجربة المغربية، في بلورة برامج ومشاريع فعلية ممكنة كفيلة بتمكين المرأة اقتصاديا من أجل انخراطها في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ضمن أجرأة أهداف النموذج التنموي الجديد، باعتبار التمكين الاقتصادي أحد مداخله الأساسية، ولتتبوأ المرأة المكانة اللائقة بها في مجال ريادة الأعمال.
كما أشادت جل الكلمات، التي ألقاها ممثلو وممثلات القطاعات الحكومية والسلطات المحلية والوفود المشاركة، على خصوصية التجربة المغربية، في ظل حرص القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على جعل حقوق المرأة ضمن أوليات الإصلاحات المؤسسية وتعزيز دورها في صنع القرار والحرص على تبوأها المكانة المستحقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتكريس المساواة وتكافؤ الفرص على كافة المستويات. وأبدت كلمات ممثلي الوفود الإفريقية والعربية وممثلة الولايات المتحدة الأمريكية، رغبتها واستعدادها للانخراط الفعلي في أهداف المنتدى، ضمن أفق الارتقاء بالحوار وتبادل الخبرات، الى خلق سبل التعاون المشترك حتى تجد المرأة مكانها الطبيعي في المجتمع، معربات عن امتنانهن لمنتدى المرأة الصحراوية تنمية وديمقراطية، الذي وفر فضاء لائقا للتفاعل بين الخبرات والتجارب المتعددة. وشكلت لحظة افتتاح معرض منتوجات التعاونيات، مناسبة لإبراز بعض المنتوجات وتسويقها والتعريف بها. وفرصة لتقريب الوفود المشاركة في المنتدى من بعض مهارات الصناعة التقليدية والفلاحية الصحراوية النسائية، وتثمين دور التعاونيات النسائية في النسيج الاقتصادي المغربي العام. واختتمت الفترة الصباحية، بتقديم منسقي ومقرري الورشات الموضوعاتية، والخاصة بمختلف قضايا المرأة، سواء في المجال التعاوني، وفي ريادة الأعمال، والاستشارة الفلاحية، والتسويق، وتثمين الرأسمال اللامادي، ليتم توزيع المشاركات على خمس ورشات.
اختصت الورشة الأولى في تبادل التجارب الناجحة والممارسات الجيدة بين القيادات النسائية والمتعاونات، وانتظمت الورشة الثانية في موضوع يهم تملك الخبرات وأساليب التسويق منتوجات التعاونيات، أما الثالثة فركزت على دور الاستشارة الفلاحية كرافعة لتطوير التعاونيات الفلاحية النسائية، واهتمت الورشة الرابعة بإبراز وتثمين الموروث الثقافي اللامادي الحساني، أما الورشة الخامسة فتمحورت حول تنمية مهارات التعاونيات النسائية لبلوغ ريادة الأعمال.
في هذا السياق؛ لابد من الإشادة بالمستوى العالي للنقاش العام الذي ساد أشغال الورشات، خصوصا على مستويات عدة تهم طرح أفكار ورؤى تهم قضايا المرأة والتحسيس بآخر المستجدات القانونية و المسطرية والتقنية التي تهم العمل التعاوني وريادة الأعمال، في أفق تحسين وتجويد أداء المرأة مقاولاتيا والدفع بها لانخراط أوسع في مجالات التمكين الاقتصادي. كما نسجل هنا، النقاش والتفاعل الإيجابي، الذي شهدته أشغال الورشات طيلة يومي 22 و23 مارس، في حرص على إثراء وإغناء تجربة المرأة وصقل خبراتها والوصول الى توصيات عملية و”ممكنة التحقيق” وكفيلة بالانتقال الى قيادة نسائية تنخرط في مجال التنمية المستدامة، وتطوير الفعل التعاوني وخلق دينامية جديدة في مجال النهوض بأوضاع المرأة ومعالجة قضاياها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويمكننا إجمالا أن نتوقف عند أهم توصيات الورشات، والتي أكدت على ضرورة الاهتمام بالتراث الثقافي الحساني والتعريف به وتطويره وملائمته مع التطور والعولمة، والتحسيس والتعريف ببعض المنتوجات التقليدية للمرأة الصحراوية، خصوصا تلك التي توارتثها أجيال تلو أجيال، ويكفي أن نذكر هنا الحلي الفضية، ولعل خلق أنوية جامعية وفضاء أكاديمي قد يساهم، من جهة في إعداد بحوث ودراسات تحافظ على هذا التراث اللامادي، ومن جهة ثانية توثيقه وإدراجه ضمن المناهج التعليمية والتربوية. كما توقفت توصيات الورشات، عند المطالبة بتمكين المرأة من التكوين حتى تستطيع الدفاع والترافع على قضاياها، وضرورة برمجة دورات تكوينية لفائدة نساء التعاونيات وإحداث مؤسسات جهوية تعنى بالعمل التعاوني، ضمن سياق يعتمد المسؤولية والمحاسبة والشفافية. وأيضا انتظام دورية لقاءات لتبادل الخبرات، بين المقاولات الوطنية والمقاولات العربية والافريقية والدولية. مع التركيز على إحداث منصة للتسويق الرقمي وأيضا للتعريف بالتعاونيات بجهة العيون الساقية الحمراء، وتبسيط المساطر ودعم تأسيس التعاونيات المقاولاتية خصوصا، في مجال الخدمات (مجالات التلفيف والتعليب والولوج إلى الأسواق…)، من أجل الوصول الى إقامة معارض دورية جهوية في كافة جهات المملكة، الاثني عشر، كذا أوصت المشاركات بضرورة أعادة النظر، في بعض المساطر الإدارية، قصد تسهيل التبادل التجاري التعاوني عربيا وأفريقيا ودوليا، ولعل توقيع شراكات مؤسساتية كفيل بتحقيق هذه الغاية.
لقد استطاع منتدى العيون الدولي للقيادة النسائية والتمكين الاقتصادي، ومن خلال دعم وتنسيق مع شركائه، أن ينفتح على العديد من التجارب النسائية المغربية والعربية والدولية، ولعل هذه الدورة الناجحة قد أكدت الحاجة للمحافظة على هذا التقليد السنوي، وتحويله الى “سوق تعاوني افريقي عربي ودولي”، في أفق خلق مركز دولي هنا في العيون لتبادل الخبرات وتيسير الولوجية الى مجالات التكوين المستمر للمرأة في مجالات التعاونية الإنتاجية والرقي بهن الى رائدات أعمال ناجحات. تجدر الإشارة، أن فعاليات الدورة الثانية، احتضنت ليلة شعرية وفنية كبرى، وفاء لروح الشاعرة والإعلامية عزيزة يحضيه عمر. بشراكة مع دار الشعر بمراكش.
الدورة الثانية لملتقى العيون الدولي “للقيادة النسائية والتمكين الاقتصادي”، لحظة تاريخية كتبت على رمال الصحراء الغالية، بأنامل النساء.

 


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading