إيقاف خط الغاز الجزائري العابر للأراضي المغربية سيجعل من الجزائر ممول مزاجي لا يمكن المراهنة والوثوق فيه بالأسواق العالمية

voltus25 أكتوبر 2021Last Update :
إيقاف خط الغاز الجزائري العابر للأراضي المغربية سيجعل من الجزائر ممول مزاجي لا يمكن المراهنة والوثوق فيه بالأسواق العالمية

 

لم تفصل الجزائر في مصير أنبوب الغاز الطبيعي الذي يربطها بإسبانيا مروراً بالأراضي المغربية، بالرغم من اقتراب موعد انتهاء عقد التوريد من خلاله نهاية أكتوبر الجاري، وإعلان توجهها إمداد البلد الأوروبي بالغاز عبر أنبوب آخر يربط البلدين مباشرة، الأمر الذي أرجعه خبير في قطاع الطاقة إلى خشية الجزائر من تأثر حصتها في السوق الأوروبية التي تشهد بالأساس أزمة في الإمدادات ومنافسة روسية.

وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط اعتباراً من 24 أغسطس وفي أعقاب ذلك، قالت مصادر في شركة سوناطراك النفطية الجزائرية إنه جرى إبلاغ إسبانيا بأن الجزائر ستضمن تموينها بالغاز عبر أنبوب “ميد غاز” المباشر بدءاً من نوفمبر المقبل، وسط تلميح إلى عدم تجديد عقد توريد هذه المادة عبر أنبوب آخر يمر من الأراضي المغربية، منذ عام 1996.
لكن مصدراً جزائرياً مطلعاً قال لـ”العربي الجديد” إن “السلطات العليا لا تريد ردم الأنبوب قبل نهاية العقد في 31 أكتوبر/ الحالي، بل نترك كل الاحتمالات مفتوحة، بما فيها بيع الغاز مباشرة للمغرب إذا تقدم بطلب رسمي قبل نهاية العقد”.

وأضاف المصدر: “الجزائر دولة بائعة للغاز وتريد استغلال الطفرة التي تعرفها الأسعار لكسب أكبر قدر من العائدات المالية قبل تراجع الطلب واستقرار الأسعار”.

ويمتد أنبوب “المغرب العربي ـ أوروبا” لمسافة 1300 كيلومتر، إذ ينطلق من حاسي الرمل، جنوبي الجزائر، ويعبر 540 كيلومترا في الأراضي المغربية، قبل أن يواصل مساره، البحري والبري، إلى قرطبة في إسبانيا.

وقال مراد برور، الخبير في شؤون الطاقة ومدير معهد “ايمرجي” للاستشارات المالية في باريس، إن “الجزائر لا تريد رسم صورة سوداء حولها في الأسواق العالمية، على أنها ممون مزاجي لا يمكن المراهنة والوثوق عليه، وهو ما تسعى السلطات لنفيه من خلال سعيها مؤخراً بكل الطرق لطمأنة إسبانيا حول إمدادات الغاز”.

وأضاف برور “تريد الجزائر من خلال عدم خوضها في ملف مصير أنبوب الغاز العابر للمغرب، إرسال رسالة على أنها لا تخلط بين الحسابات السياسية والمنطق الاقتصادي النفعي، خاصة في ملفات حساسة كملف الطاقة الذي يعد سلاحا بيد الجزائر”.

وتابع “الجزائر تدرك أن المنافسة قوية بين منتجي الغاز، خاصة من جانب روسيا التي بدأ غازها يصل إلى جنوب القارة الأوروبية، ما يعني للجزائر أن المنافسة انتقلت عند أبواب زبائنها التاريخيين، ولذلك لا تريد تشويه صورتها أو ترك حصتها في السوق بسهولة”.

وتعد الجزائر الممون الأول لإسبانيا بالغاز، كما يستفيد المغرب بشكل كبير من التدفقات المارة عبر الأنبوب الذي يمر بأراضيه إلى أوروبا. وفي ظل الأزمة بين الجزائر والمغرب، نقلت وكالة رويترز، يوم الاثنين الماضي، عن مسؤول مغربي كبير، قوله إن المغرب يناقش مع إسبانيا “تدفقا عكسيا لخط الغاز” إذا لم تجدد الجزائر عقد التوريد، مضيفا أن خط الأنابيب “أداة للتعاون الإقليمي… لن نتركه يصدأ”.

وتبلغ طاقة خط الغاز المار عبر الأراضي المغربية 13.5 مليار متر مكعب، فيما كانت الجزائر قد قالت إنها ستزيد قدرة خط “ميدغاز” الآخر بنسبة 25% لتصل إلى 10 مليارات متر مكعب.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading