انتشار واسع لظاهرة الشعوذة داخل المجتمع المغربي في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي ، في زمن الاكتشافات والاختراعات تنامت ظاهرة السحر والشعوذة واصبح للمغرب نصيبه من هذه الطقوس، فشعبه من أكثر الشعوب التي ألصقت بها تهمة انتشارالسحر والشعوذة بين أفراد مجتمعه، في ظل استفحال ظاهرة الأمية و الجهل . فالامر لم يقف عند هذا بل تجاوزه بحيث تكاثرت مراكز “العلاج بالرقية الشرعية” في عدد من المدن بالمغرب، وبات الرقاة يعتمدون على أحدث طرق التواصل من أجل استقطاب زبائن مفترضين، وصارت لبعضهم شهرة واسعة داخل وخارج البلاد وتحول العديد من منهم بين عشية وضحاها إلى أصحاب أموال كثيرة .
تعد ممارسة السحر والشعوذة في المغرب امتدادا لأنثربولوجيا ثقافية وتاريخية، تطورت حتى أصبحت مصدرا اقتصادي لمجموعة من المشعوذين والسحر بحيث لم تعد تقتصر هذه الأخيرة اليوم فقط على الفئات الفقيرة والمهمشة وعلى النساء بل استطاعت توسيع قاعدتها لتشمل الفئات الثرية ايضا ودائما ما استعملت أعمال الشعوذة كوسيلة لتجاوز مشكلات الحياة العصيبة و ملاذا للباحثين عن الوهم حين تنقضي الأمال في العيش والعلاج والاستقرار.
تفنن السحرة والمشعوذين في ممارسة طقوسهم الشاذة، ومتطلباتهم الغريبة وتعاويذهم العجيبة البعيدة عن الواقع والمنطق من أجل جلب عدد اكبر من الزبناء والباحثين عن الوهم والاحلام الزائفة
يعود انتشار هذه الظاهرة الى مجموعة من الاسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي باتت تؤثر على البنية المجتمعية وتساهم في انتشار مجموعة من الظواهر الاجتماعية الدخيلة على المجتمع المغربي .هذا الامر يجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات ومن أبرزها :أين دور السلطة في محاربة هذه الأخيرة؟ وهل يمكن الحديث عن وجود تواطؤ ما، بين هؤلاء المشعوذبين والسلطة؟
ورغم الاستنكار الذي تواجه به هذه الطقوس فإنها ما فتئت تتكرر ، دون أن يفلح التطور التكنولوجي والاعلامي الذي يشهده العالم عامة و المجتمع المغربي خاصة في الحد منها، بل إنها مرشحة لأن تستمر في المستقبل .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.