بقلم: الأديبة و الباحثة المغربية إمهاء مكاوي
في غضون تأملات خلف ستائر الكآبة، التي نسجتها المرأة العربية بدموعها ، كما تشجن و تبضع المقل و يسيل حزنها منذ الأزل، حين فتحت عيونها على واقع مرير و حياة يغمرها سيطرة بعض الرجال على جميع الميادين ،باستخدامهم قانون القوي يغلب الضعيف
( الغاب) بطريقة غير مباشرة مع إخفاء معالم موقفهم ، أو ربما بدون استشعار منهم أو بطابع الغريزة و الفطرة، يقدمون على التقليل و تحطيم المرأة ، بعضهم يصفها ، أن (ضلعها أعوج ) أو (ناقصة عقل) ….
حيث إننا نجد بصفة عامة، مكانة المرأة و حضورها الثقافي بالعالم العربي يتميز بالقوة و المتانة في الكتابة،
لكنه ضعيف من حيث الفرص ، بسبب البعض من الفئة الذكورية التي تهيمن و تسيطر و تستهين بالقدرات الأنثوية و عطاءاتها في مختلف القطاعات و المجالات و الميادين الثقافية مع تقزيم قيمتها و شأنها و التقليل منها و من قدرها .. مما جعل المرأة ترفع الراية البيضاء على رأي نجود زعير، في خنوع لأمد طويل، وقمع مواهب النساء المبدعات ،خاصة الفكرية منها. ومما لا شك فيه تاريخيا أن حضور المرأة في الثقافة العربية هو حضور ضعيف جدا، باعتباره تاريخ ثقافي ذكوري بالأساس، بالرغم من أنه لا يعدم وجوها نسائية في الشعر بالخصوص مثل “الخنساء” و”رابعة العدوية” في المشرق و “ولادة” و “ليلى الأخيلية” في الأندلس، ولكنها لا نجد في المقابل أسماء أنثوية لها على الأقل نفس حضور الرجل تاريخيا في المجالات الثقافية والمعرفية الأخرى، نظرا لاستبعادها من الفضاء العام الخارجي و الذي يهيمن عليه الرجل ويحصرها بالفضاء الداخلي، كامرأة مرتبطة بصورة الحريم كما صورها الخيال الاستشراقي ، و بالرغم من العوائق و العقبات التي تصادفها المرأة و هي في طريقها إلى المجد الإبداعي الثقافي و الأدبي ، سيظل وجودها الكتابي حاضرا في جل المجالات الثقافية متنوعة الرؤى و الروافد ، كما نأمل النهوض بالإبداعات النسائية و سكب فيها قدرها و حقها لسمو الأمم و تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في المجال الأدبي والثقافي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.