دور الاعلام في تعزيز مكانة المرأة

voltus17 أكتوبر 2015آخر تحديث :
دور الاعلام في تعزيز مكانة المرأة

شكلت قضية المرآة والإعلام خلال العقود القليلة الماضية واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الباحثين والساسة والمدافعين والمدافعات عن حقوق النساء في المغرب على ضوء ما أفرزته الدراسات المتعاقبة من نتائج كشفت عن الأبعاد السلبية النفسية والاجتماعية والسياسية والثقافية لصورة المرآة التي تتداو لها وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، ومواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الأخيرة التفاعلية.
وقد تحدث ضيوف برنامج “بعد الفبراير” للزميل الإذاعي الأستاذ حسن بنمنصور، الذي يذاع على أمواج الإذاعة الوطنية على أنه بالرغم من كون هذه القضية هي في حد ذاتها قضية عالمية ، فقد مثلت هاجسا كبيرا للكثير من الفئات المثقفة والحقوقية والإعلامية والأكاديمية المغربية، إلا أن تجلياتها في المغرب قد اتخذت أبعادا خطيرة في ضوء ما تقوم به بعض وسائل الإعلام الجهوية والوطنية والإقليمية والعالمية من تشويه لصورة المرآة، وإبرازها بشكل سلبي على صفحات الجرائد والمجلات وحتى على شاشات التلفزة، وحديثا على صفحات الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت).
وذكر ضيوف البرنامج ، أن هذه الظاهرة تزامنت مع ما تفرضه قضايا العصر، وثقافة حقوق الإنسان الكونية ، حيث بات عمل المرآة وتفاعلها مع الحياة العامة ، بحكم التطورات المعيشية و الاقتصادية يشكل ضرورة ملحة للمساهمة في صناعة حياة كريمة للملايين من النساء المغربيات والأسر في المغرب مع حقيقة تفرض التفكير بشكل جاد في كيفية إيجاد الأطارات و الصيغ الإعلامية و القانونية و المعايير الإنسانية و الضوابط التشريعية التي تكفل للمرآة صورة إعلامية عن حياة كريمة وبيئة تواصل فاعلة وإنتشار صحافي بعيد عن الانتهاكات والتمييز الذي يمكن أن تتعرض النساء له.
وأكد ضيوف البرنامج على أن الدراسات المتعلقة بالموضوع التي قام بها بعض الزملاء الصحفيين والزميلات الصحافيات ، كشفت عن وجود فجوة حقيقية بين صانعي السياسات الإعلامية وباحثي وباحثات ودارسي المجال الإعلامي المتعلق بالمسألة النسائية فى المجتمع المغربي ، حيث عادة لا ينطلق الاهتمام بالمرآة من الأيمان بكونها فرد في المجتمع تؤدي دورا، وإنما كمادة إعلامية إستعراضية.
وشدد ضيوف برنامج “بعد الفبراير” الإذاعي، للزميل بنمنصور،على أهمية الاعتراف بدور المرأة الإجتماعي والاقتصادي، التنموي والثقافي، السياسي والتواصلي، وتقديره إعلاميا، وإبرازه وتعزيزه ، مع وجوب إعطاء كل النساء الفرصة للمشاركة في كل المجالات والميادين قصد تحقيق التنمية وعدم عزل النساء في برامج ومواد الإعلام ، وتجاوز النمطيات المرتبطة بالعادات والتقاليد السلبية ، والتي تشكل عوامل تؤثر في وضع المرآة ، وتحدد دورها .
وأبرز ضيوف البرنامج المذكور، أن مما يثير الاستهجان والعجب في قضايا تطرق بعض المنابر الإعلامية وبعض الاتجاهات الإعلامية للمسألة النسائية بالمغرب ، رغم كونها حققت الكثير من الإنجازات المبهرة التي جعلت منها إنسانا قياديا في مجتمعها،هو الأنساق الإعلامية التي تكشفها صورة المرأة في بعض المنابر الإعلامية، حيث عادة مايتم طرح صورة إمرأة في المواضيع المتعلقة بالدعارة والخيانة الزوجية والشعوذة وغيرها، وكأن هذه الظواهر هي حكرا على النساء دون الرجال
رغم أن عالم النساء يزخر بالمهندسة والمعلمة والطبيبة والمحامية والضابطة والعاملة والقاضية وصاحبات الأعمال وخبيرات تكنولوجيا الدقيقة،والعلوم المخبرية وغير ذلك من الوظائف التي كانت لردح من الزمن حكرا على الرجال. ودعا ضيوف البرنامج إلى ضرورة أخذ هذه التحولات المهمة بعين الإعتبار وتبريز الدور المحوري للمرآة داخل الترسانة الإعلامية الوطنية،وإعطائه الصدى اللائق على صفحات الجرائد والمجلات، وعلى شاشات التلفزة، وأثير الإذاعات، وفي الفضاء الافتراضي للشبكة العنكبوتية الدولية. وصياغة إستراتيجية حول دور الإعلام في تعزيز مكانة المرآة في المجتمع المغربي ، وتحيين الإجراءات الوظيفية والتداولية للنهوض بعمل المرآة وتحقيق المساواة والمناصفة فكرا ومنهجا وسلوكا .
وخلص ضيوف البرنامج إلى نقاط أساسية تمحورت حول إبراز مشاركات النساء إعلاميا في عالم العمل والإنتاج الفكري والفني والجمعوي والحقوقي ، من خلال تحقيق ثلاثة أهداف عامة هي :
أولاً: إبراز الإعلام للأهداف الإنسانية والاجتماعية التي تضمن تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين، والارتقاء بمستوى النساء كعماد للأسرة المغربية، وتحسيس المتلقين لرسائل الإعلام أن تكافؤ الفرص لا يعني بالضرورة تشابهها.
ثانياً: الدفع الإعلامي من أجل توضيح آفاق وتطلعات وإكراهات النساء داخل المجال الاقتصادي الذي يتضمن الاستثمار لأمثل للموارد البشرية لتحقيق النمو الاقتصادي المرغوب والإنتاجية العالية والعائد المناسب على الفرد والمجتمع والدولة.
ثالثاً: إيمان الإعلام بأهمية الدور الثقافي والحضاري للنساء الذي يتضمن ترسيخ ثقافة ايجابية حول المرآة ودورها في المجتمع وتعظيم قيمة العمل النسائي البناء بأنواعه وكل مستوياته المختلفة.

عدسة : محمد أيت يحي


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading