النهار نيوز المغربية : بروكسيل خاص
بالصورة والفضيحة كتبت جرائد إسبانية عن قضية التخابر واختلاس المال العام من خزينة الدولة ، وبدى جليا أن هذه المؤسسات التي تم تعيينها لتسيير الشأن الهجروي أصبحت في مرمى الفضح الإعلامي الغربي ، هذا الفضح الذي مس وجه مغاربة العالم ومغاربة الداخل باعتبار أن الشعب المغربي هو جسد واحد اذا اشتكى عضو فيه تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ، وحمى هذه الفضيحة اكتوى بها المهاجرون المغاربة بشكل مباشر يفرض علينا وقف هذا النزيف الذي قاده سلوك بعض المسؤولين المعنيين بأمور الجالية المغربية بالخارج والمعينين بظهير شريف ياحسرة وقسم عظيم أدوه علنا للقيام بالواجب الوطني باعتبار أن هؤلاء المهاجرون هم سفراء المملكة ورأس مالها المادي والبشري ، واليوم أصبحوا غسيلا إعلاميا ينشر في جرائد الغرب لالشيء إلا أنهم يسيرون من طرف مؤسسات وزعت الحصانة فيما بينهم كما وزعت غنائم المال العام كما ذكر المقال .
لقد ترك المقال المنشور في إسبانيا وفي المغرب آثارا عميقة في نفوس أفراد الجالية المغربية ، وفتح قوس المسائلة من هم رؤوس الفضيحة وكيف سيتم فتح التحقيق أم هل سيطوى الملف في حقيبة « باك صاحبي » وفي بيانات باهثة صفراء لاتسع لذفن ثعبان ، لقد دق هذا المقال ناقوس الخطر ونواقيس الفضح لنعلم من يحمي ظهر هؤلاء ومن يجدد مناصبهم ويتستر عن فضائحهم واختلالات تلاعباتهم بقضايا مغاربة العالم وأموال الشعب ، وحتى نكون مباشرين في الكتابة نوجه هذا التساؤل وهذا الملف لجلالة الملك محمد السادس باعتباره حامي حمى الوطن والشعب واهتمامه بشؤون رعاياه بالخارح يفرض وضع هذا الملف في مختبرات التحقيق والمحاسبة بنزاهة وطنية دون تحيز أو خشية .
سنوات عديدة ونحن ننتظر أن يخرح المجلس الأعلى للحسابات بملف التحقيق في مالية الخزينة وأن تخرج الوزارات المسؤولة بملفات التحقيق في نتائج أعمال هذه المؤسسات وما فعلته خلال عشر سنوات من التلاعب وبرامج الحفلات والعقارات والغناء ولقاءات توزع سفرياتها وفنادقها على الأصدقاء والعائلات دون أي نتائج على الأرض ، وها أنتم ترون هذه النتائج ظاهرة للعيان من خلال الإحصائيات الخاصة بالهجرة عن شبابنا بالخارج سواء المغرر بهم في قضايا الإرهاب أو في جرائم المخدرات والجريمة المنظمة ، ومؤسسات الهجرة لاهية بحفلات وموائد الإفطار والعشاءات لقاءات خطابات لاتتعدى القاعات .
إن مجلس الجالية اليوم والذي جاء إسمه مضمنا في مقالات مشينة ذكرت بالأسماء والاتهامات معني اليوم بتوضيح مسؤول وإعطاءنا جردا دقيقا بنتائج أعماله وأرقام المصاريف العامة التي جلبت من صناديق الدولة ، ومعني اليوم بعقد لقاء نقدي صريح للرأي العام الوطني بالداخل والخارج ، وهو معني بوضع حقائق مهامه ونتائجها أمام جلالة الملك محمد السادس ، وليس الإختباء وراء بيانات مدفوعة الثمن لن تزيل مداد الفضح الإعلامي الغربي ، ونحن ومن باب الأمانة الوطنية سوف نكون حريصين على الدفاع عن صورة المملكة لأننا مرتبطين بثرابها وسيادتها ولسنا كمشة قطيع كما يتصورنا بعض مسؤولي مجلس الجالية ووزارة الهجرة ، 50سنة مرت على تواجدنا بالخارج وقد أبلى المغاربة بلاء حسنا في العمل والعطاء وأنجب كفاءات عملاقة في مجالات عديدة آتت أكلها ليس بجهد عملي من هذه المؤسسات الهجروية ولكن بفضل جهد أولويائها وما تعلموه من المدارس الغربية ، وإذا كنتم اليوم تنظمون أعراسا للكفاءات المغربية فهذا اعتراف منكم على أننا فعلا كنا خير سفراء لخير وطن وليس بجهودكم ولابرامجكم ، أنتم عينتم من أجل إتمام ما بناه آباؤنا ومعلمونا بالخارج وليس بتنظيم حفلات تلتقطون فيها صورا مع كفاءات لم تعطوها شيء مما كلفتم به ، فماذا سيكتب عنكم تاريخ الهجرة وماذا سيجل عنكم جيلنا القادم .
ونعود مباشرة الى الرد الإعلامي الذي خص به عبد الله بوصوف جريدة هسبريس المغربية حيث جاء الرد سياسيا أكثر من أن يكون توضيحيا حول مسألة استعمال المال في قضايا استخباراتية مغربية ، وبدل توضيح هذا الأمر لجأ عبد الله إلى رد لايلزم مغاربة العالم ، فماذا يعنينا من كون الجريدة يمينية أو شيوعية أو جمهورية ، القضية هي وجه مغاربة العالم يا عبد الله ، فهل قرأت التعليقات التي وجهت لك في جريدة هيسبريس فهي وحدها كافية لتجعلك في قلب المسائلة قبل أن يتولى القضاء الإسباني ذلك ، لأنك تريد بالدعوة القضائية تلميع صورتك خاصة وأنك وضعت الشكاية باسمك ثم باسم المجلس ، أما الأصح فهو أن تنظم ندوة صحفية بإسبانيا لقطع الشك بالإشاعة وليس بكتابات صحفية عربية لايفهمها الشارع الإسباني والقارئ الإيبيري ، ويتساءل المهتمون من مغاربة العالم ، لماذا تتحرك آلة الرد على الجريدة الإسبانية في مسألة تهم المال العام والتخابر ولم تتحرك هذه الماكنة حينما كتبت المجلة البجيكية « داخ المان » حينما مست الثوابت الوطنية ورموزها ولم ترد بكلمة ولا شكاية قضائية ؟؟؟ لوما تحركت أقلام وغيرة الشرفاء من مغاربة العالم .
إن مجلس الجالية ومن يتحدث باسمه اليوم معني بتوضيح الحقيقة للرأي العام الوطني في الداخل والخارج وليس الى الجريدة الإسبانية ، وهو مطالب بالرد على الأسئلة التي وجهها إليه مغاربة العالم في خانة الردود بالجريدة التي لجأ إليها عبد الله لتبرئة نفسه وليس مجلس الجالية ، أما مغاربة العالم ورجالاته فهم قادرون على الرد الأنسب حينما يتعلق الأمر بشرف الوطن ورموزه وسيادته ، ولسنا نحتاج إلى شخص أو شخصين يمثلون مجلسا انتهت صلاحياته ولا نعرف شيء عن نشاطه ، حتى يوكل علينا محاميا وشكاية قد تستغرق زمنا ينسينا الفضيحة التي آل اليها مجلس الجالية التي قال عنه أحد مغاربة العالم أنه لايعرفه ولا يعرف حتى من فيه ولا كم هي ميزانيته وماذا حقق من نتائج على الأرض ..؟؟ يتبع
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.