وان كنا احيانا نندهش، لاكن اندهاشنا هذه المرة أكثر نظرا للافعال الخسيسة التي يقوم بها الكيان الموهوم المسمى بالبوليساريو بخرجاته في أوروبا بين الفينة الأخرى.
فلقد تلقينا ببالغ الدهشة والاستغراب ومع التنديد الشديد لاستغلال الثقافة في بلجيكا الذي يرموا الى المس بسيادتنا الوطنية.
فالسؤال المطروح هو كيف يمكن ان تنطلي الحيلة على دور الثقافة في فلاندرن ومنها بالذات المسماة بدار الثقافة والتي تسمى باللغة الفلامنكية هاندل بورس أو معرض الاقتصاد — في بلد مثل بلجيكا.
ان الجيل الثالث والرابع من أصل مغربي والمولود هنا ويعيش في بلجيكا يعتبر هذا البلد في الحقيقة بلده ووطنه كذلك بحكم انه مواطن و مقيم فيه — و مساهم في تنميته واقتصاده —
لذلك جاء وجه الاستغراب من هذه الجهة بالذات.
فكيف يعقل أن يترك و يشجع الانفصاليون في بلجيكا و وذلك ممثلا في الانفصالية المعادية للمغرب المغنية المستأجرة عزيزة ابراهيم للتحرك باسم الفن لبث سمومها وعداوتها للمغاربة وللمغرب . مع ان المغاربة في بلجيكا بهذا النوع من الأفعال يحسون باستفزاز لمشاعرهم و بطعن في ثوابتهم الوطنية .
ومن جهة اخرى نحس كبلجيكيين كذلك انه يغرر بنا باسم الثقافةوهذا أمر غير مقبول تماما في بلد مثل بلجيكا العريق الذي عهدنا منه دائما تعامله الجاد مع كل ما هو ثقافي وفني . فهو معروف انه بلد الثقافة بامتياز .
لاكن مع اننا كمواطنين نرحب بمختلف أنواع الثقافات والحضارات والتراث من جميع دول العالم لاكن شريطة أن لا يكون ذلك على حساب ثوابت بلد له سيادته اوعلى حساب وحدة ترابه مثل حالتنا هذه مع المغرب.
ولا ننس ان المغاربة في بلجيكا يصل تعدادهم إلى أكثر من ثمانمئة الف مغربي اي ما يقارب المليون نسمة في المملكة وهم اكبر الجاليات وفي الدرجة الأولى بالمقارنة مع الآخرين . فهذا العدد لا يمكن استحماره. ولا يمكن ابدا السماح للمساس في ثوابتهم الوطنية تحت اي حجة كانت.
ثم ان المغاربة من شماله الى جنوبه ومن شرقه إلى غربه و بمختلف ثقافاته واطيافه سواء من برابرة اوامازيغ او اهالي الريف لأدرى بثقافته من غيره وهم أقدر على تمثيل ولاياتهم في الشمال أو الجنوب ولا يحتاج إلى تمثيلية بالوكالة عن طريق هذا الكيان الموهوم.
كفانا من ألاعيب هذا الكيان الموهوم وتلويناته التي يتلون بها كل لحظة . فلقد أضحى كل مرة يطلع علينا بقصة ملفقة ليصعد على منصة المستضعف المظلوم البريء . واستحضر بهذا الصدد المثل العربي الذي يقول
: اتق شر من أحسنت إليه…. نعم لازلت أتذكر ولسنوات الالاف من المساعدات سواء المادية والمعنوية منها و التي كانت تذهب الى سكان أهل الصحراء بغية مساعدتهم على أوضاعهم المعيشية الصعبة. وهذا التضامن ولله الحمد ليس عيبا ولا غريبا على المغاربة الشرفاء .لاكن ما نراه اليوم في المقابل من قبل هذه المجموعة هو الطعن في الظهر بلا حياء ولا استحياء .
فالتضامن بين الشعب الواحد في دول العالم لتسيما عند الحاجة واجب وطني لاكن يجب أن يلاقى بالتقدير والعرفان وليس بالنكران والانفصال
نعم نحن في غنى وغير محتاجون إلى من ينوب عن جنوب بلدنا تحت اسم هذا الكيان الموهوم المسمى بالبوليساريو .
لانه كل مرة نراى ان البوليساريو وبزعمه الكاذب يسوق ولسنوات انه هو الشعب الصحراوي .
رأينا منه ذاك في المحافل الدولية ورأيناه يسعى كل مرة بتضليل الرأي العام الدولي بشتى الطرق .تارة بالموسيقى وتارة بالثقافة وتارة كاقلية مضطهدة و تارة بحق تقرير المصير …الخ .وهي كلها حجج واهية تضليلية و عند التدقيق تظهر انها اكاذيب و تغرير صارخ لكسب ود الجمهور لا غير .
وان هذا النشاط الماراتوني الموسيقي بلجيكا للانفصالية المدعوة بعزيزة إبراهيم في بلجيكا والمبرمج لمدة 5 أيام ابتداء من26 إلى 30 مارس 2019 مناورة جديدة من هذا الكيان الموهوم البوليساريو .
ستقام في الأيام القادمة مهرجانات واغاني لهذه الانفصالية في كل من مدينة انفرس ومدينة روسلار ومدينة غنت ومدينة تورنهاوت ومدينة خنك. ولقد راسلنا الجهات المنظمة والمعنية بالأمر للتنديد و طلب التوقيف عن دعم هذا المسار الثقافي المنحرف و المسيء للمغرب و للمغاربة ولوحدته الترابية .وهذا أضعف ما يمكن القيام به .
تاتي هذه التحركات من الكيان الموهوم المسمى بالبوليساريو بتوظيفه هذه المرة الفن — وتحت شعار الثقافة — باسم المدعوة لعزيزة إبراهيم لتمرير أجندتها الخفية والعدائية،
هذه التحركات لدليل صارخ على هذا التضليل المجدد في أوروبا.
وتعجبناالشديد جاء بعد سماعنا لخبر هذه المغنية المستأجرة و التي باتت تسوق أغانيها وبخبث نيتها تحت عناوين – اغاني الأمل والمنفى – للبلجيكيين إشارة منها الى ان هناك من هو منفي خارج البلاد و تحت مسمى الثقافة والفن لتمرير أجندتها السياسية والانفصالية بل والعدائية ضد المغرب .واستغلال العاطفة لتمرير رسالتها.
اننا نقول وبكل ثقة ان هذه المحاولات لا ولن تنطلي على المغاربة الأحرار إذ أن الكيان الموهوم عاد معروفا لدى القاصي والداني. وإذ نهيب بأصحاب الثقافة في بلجيكا بأن لا تنجر وراء هذه المحاولات الخسيسة من طرف هذا الكيان الموهوم بالبوليساريو.نوضح لها بهذا البيان الشافي ما يناط من طرف هذه المجموعات الانتهازية .
ونرجوا وضع حد لهذه المناورات الخسيسة التي هي بعيدة كل البعد عن الفن و الثقافة.
وان المغاربة الصحراويين هم أقدر على تمثيل منطقتهم خارج أرض الوطن ولا يحتاجون إلى كيان موهوم يحاول كل مرة الاسترزاق بقضية الصحراء ولو كان على حساب الثقافة كما نشاهده في محاولته هذه المرة.
ونقول لكم ، نعم يمكنكم الكذب مرة على جميع المغاربة ولاكن لا يمكنكم الكذب على جميع المغاربة في كل مرة . ونحن نعلم ان دولة بلجيكا ليست ساذجة إلى هذه الدرجة لتنطلي عليها هذه الحيل من مثل هذا الكيان الموهوم .
بروكسيل : الدكتور ابراهيم ليتوس
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.