في فكر الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك جانب مظلم يسمى الجزء السفلي ، وهو الجانب الأكثر اهتماما عند المتشددين رغم علو خطاب التقوى وارتفاع درجات الفضيلة ، إلا أن مايسكن العنصر الذكري عند المتشدد هو مايتدلى من بطنه وليس ما يملأ دماغه الديني ، لهذا يبقى الملتحي المتشدد أسير أفكار محرمة ظاهريا لكنها في عقله الجنسي يظل جسم المرأة حلما يسبق عقيدته ، ويزيد هذا الرباط مثانة حتى تتعلق.روحه الجنسية بحور العين التي يصورها له أمراء الحرب وقادته بالجميلة الساحرة التي تنتظره بفارغ الصبر بعدما ينجز مهمة قتل او استشهاد وسفك دماء أبرياء حتى ولو كانوا من جنسه أو عشيرته .
لكن في جانب آخر من فكر هذه الجماعات تظل المرأة ذلك الكائن الناقص ، والجسد الحائض الممزوج برائحة الشيطان والتي كانت بالأمس هي المتعة الكبرى والآلة المثالية لجلب اللذة والسعادة الجسدية .
أجل ظلت المرأة تحمل مع اسمها لفظ المخلوق الناقص والمنقوص دينيا وعقليا ، ولاتصلح وظيفتها إلا في الفراش أو الإنجاب ، ومع ظهور وحش الجهاد داخل الجماعات المتطرفة ، ظهر قسم الفتاوي الجنسية التي تخصص أهلها في التحليل والتحريم بل وفي الإباحية والشذوذ دون النبش في تفاصيل متابعات مشاهد اللذة والجنس على قنوات اليوتوب وغيرها مما يؤكد أن الفكر الجنسي عند هؤلاء يحمل العديد من الأسرار والصور التي لاتخطر على بال ، وهنا اعرج بالكلام مباشرة على أن مسألة توظيف الجنس في المعتقد الديني عند بعض الجماعات الإسلامية سبق عند أهل الشيعة حينما وظفوا الجنس في لعبة الاستقطاب وحللوا زواج المتعة ليصبح الجنس وجسد المرأة أحد العناصر الأساسية لنجاح أي غلو أو تطرف أو مذهب متشدد ، وبهذا أيضا يكون التحايل على الدين بفتاوي الإباحة الجنسية قد ضرب مواثيق الحلال والزواج الطويل الأمد والعشرة والسكينة الإجتماعية .
وحينما سطرت داعش في منهاجها الحكم والخلافة وضعت برنامجا محكما ربطته بدور المرأة في نجاح مشروع الخلافة واعتبرته صمام التفريخ والإنتشار وكذا الجلب والإغراء ، وأقامت له كتائب نسائية أسمتها كتائب الخنساء التي تضم عشرات الآلاف من النساء الجاهزات للرجال المقاتلين وأطلقت صفارة المتعة لكل المحرومين ، وقدمت للوافدين الجدد إغراءات وعروض نسائية تسيل اللعاب وتم تسهيل ذلك بفتاوي المتعة الشرعية التي تبيح نكاح الجهاد وملك اليمين ،
وفي علم النفس السلوكي فإن العناصر المكبوتة تنمو لديها الاندفاعات الجنسية غير الطبيعية ، كما أن الكبث الجنسي يقتل روح التمرد في صاحبه ويخضعه لإرادة السيطرة وتنفيذ.الأوامر طوعا أو كرها ، وهو ما يتلاءم معةشخصيات القيادة في فكر الجماعات الإرهابية المقاتلة ، اذ تنعدم القدرة على التساؤل الحر والتفكير المستقل ، ويتولد لذى هؤلاء الحالمين المرضى بالمتعة الجنسية عنصر الإنحراف والشدوذ ومنه الى النزعة الإجرامية والعدوانية والإستبدادية .
بقلم : مديحة ملاس باحثة اجتماعية
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.