تشهد عدة مناطق من جهة سوس ماسة تصوير مشاهد من المسلسل الدرامي “تيدرت الحنة” (شظايا الحناء)،الذي يشرف على إخراجه المخرج الشاب “حكيم القبابي” ومن المنتظر أن يلتقي معه الجمهور المغربي خلال شهر رمضان الأبرك المقبل عبر القناة الثامنة. وإرتأ المشرفون على هذا العمل التلفزيوني إختيار مدينة أكادير ونواحيها لتصوير لقطات هذا الفيلم الضخم لما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية ومؤهلات سياحية ستضفي على الفيلم تنوعا وإختلافا متميزا عن باقي الأفلام التي تصور بجهات أخرى من المملكة. وتدور أحداث المسلسل الذي كتب سيناريوه “لحسن أوخميش” حول فتاة تدعى “تودرت” تم تزويجها في سن مبكرة بالفاتحة،وتعيش ظروف إجتماعية جد صعبة بعدما تركها زوجها لتجد نفسها وحيدة ولا معيل لها لتلج عالم البيوت من خلال الإشتغال لدى أسرة ميسورة بالمدينة،والتي تعاملها بطريقة غير إنسانية لتتعرض فيما بعد للإغتصاب من طرف ابن ربة البيت،ولستر الفضيحة تم تزويجها للمرة الثانية.
وتنتقل أحداث المسلسل لتصور حياة “تودرت” بعد ولادتها وبلوغها سن 25 سنة من خلال تسليط الضوء على إبنتها التي كانت نتاج عملية الإغتصاب التي تعرضت لها عند مشغلتها،ويجسد الفيلم كيف تعيش الأم رفقة ابنتها الصغيرة والأحلام التي تعقد عليها وتتمنى أن تحققها فلذة كبدها بعدما حرمت منها هي في طفولتها المغتصبة،وذلك من أجل تغيير نمط عيشهم وتخليصها من المعاناة التي تعيشها. ويشارك في تجسيد أدوار “تيدرت الحنة” ثلة من الفنانين الأمازيغيين المخضرمين والمرموقين على صعيد الساحة الفنية أمثال أمينة السوسي،وحسن العليوي،والحسين باردواز،وحميد أشتوك،والزاهية الزهيري وعبد اللطيف عاطف ومحمد أوراغ “سيموكا” و عبد الإله خنيبة وخديجة أمزيان وسعيد ورداس وحسناء نايت أوعديت وفاطمة بوشان وربيعة بركنيز “تزرارت”، وثورية بوهالي ومحمد العطاري وإبراهيم المودن وإبراهيم حماتة وآخرين، إلى جانب أداء خالد البركاوي (مجموعة إينوراز ( للموسيقى التصويرية بالفيلم.
وأكد مخرج المسلسل “حكيم القبابي أن قصة هذا الفيلم جاءت نتاج ما أصبحنا نعيشه في مجتمعتنا من مظاهر شاذة منبعها الأساسي زواج القاصرات وما يعقب ذلك من عنف أسري وإشتغال في البيوت من طرف شابات في مقتبل العمر يتعرضن لجميع أنواع المعاملات الحطة من الكرامة الإنسانية وكذا للتحرش والاغتصاب وهي ظاهرة تستوجب منا كفنانين غيورين على وطننا محاربتها من خلال تشخيصها في أعمال درامية تسلط الضوء على كل حيثياتها وتشير بالأصبع لمكامن الخلل بطريقة فنية جميلة تدق ناقوس الخطر وتحسس بهذه الظاهرة الإجتماعية التي أضحت تنخر القرى المغربية
وأضاف أن الفن جاء لمعالجة كل القضايا التي تشغل بال المغاربة وعلى الفنان المغربي اليوم الإنفتاح على محيطه ومشاركة المواطنين همومهم وأحزانهم ويكون ملم ومواكب لكل مستجدات عصره.
وعن الإنتقاذات الموجة لبعض الشركات وللقنوات التلفزية صرح “فيصل الروضي” المشرف على خلية التواصل بالمسلسل أنها ليست سوى ضوضاء في واد وأن كل اللذين يثيرون البلبلة كانوا بالأمس صامتين ومستفيدين من الكعكة ولم يحاسبهم أحد واليوم حينما لم يعود هنالك دور لهم وغير قادرين على العطاء ومجراة التطور الذي يشهده المجال الفني خرجوا للإحتجاج كل بطريقته الخاصة فعوض أن يثبتوا أنفسهم بأعمالهم وإبداعاتهم أصبحوا يلجئون لتصريحات مغرضة وموجهة من طرف جهات معينة للفث الإنتباه.
والفنانين المشاركين في المسلسل تم إختيارهم وفقا لمعايير جد صارمة تنبني على مؤهلات وكفاأت وقدرات كل فنان على حدا،وكذا لنظرة المخرج الذي يرى فيهم الشخصية التي يريدها في الفيلم وسيتقنها الذي وقع عليه الإختيار بشكل دقيق. وأجواء التصوير تمر في أجواء يطبعها الحب والود والإحترام والهدوء وكل واحد منكب على عمله ودوره بشكل جدي لإبراز مؤهلاته وتقديم منتوج يرضي المشاهد والمتتبع المغربي ويرفع من سقف إنتظارات المغاربة،بما من شأنه الرقي بالفن والدراما الأمازيغية لمستويات عالية
أكادير:أحمد الهلالي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.