إن الانسانية تغرق ، او تكاد في ما هو لا انساني ، وكرتنا الارضيّة تسحق ماديا و معنويا ، بين المجتمعات الغربية المتقدمة و التي تبرر لنفسها حقوقا استثنائية وكأنها تعيش منفردة على هذا الكوكب ، في حين نجد التعصب للعرق والطائفية جد متفجر وينتشر في المجتمعات المتخلفة بالعالم الثالث ويقدم بظلاميته تبريرا اضافيا لانانيةالبعض في الغرب . و ازاء هذه الدائرة المغلقة والخبيثة من تدهور القيم الانسانية بين هذا الغرب المتقدم المتوحش والجنوب الفقير المتخلف يتصاعد التساؤل عن سبيل للخروج و وسيلة للنجاة من هذا التدمير المادي و المعنوي المقصود ، فلا نجد أمامنا غير الوجه الإنساني للديموقراطية ، ليس فقط بالملامح السياسية لهذه الديموقراطية بل بمضمونها الثقافي والاجتماعي العميقين . و هو ما يحتاج اليه الشمال المتقدم والجنوب المتخلف على حد السواء ، تدريبا على التعايش بين فرقاء مختلفين طبقا لبديهيات ديموقراطية يلتزم بها الجميع ، كاحترام ثقافة الاخر مع الاختلاف واحترام حقوق الانسان كإنسان و الدفاع عن حق الغير في الحرية والكرامة والحياة لانه جزء متمم للدفاع عن حرية وكرامة وحياة الذات. وهذه ليست مجرد توهيمات او تهويمات مثالية ، فعالمنا هذا الذي يعيش الْيَوْمَ ظلال الاٍرهاب والخوف والرعب الفردي والجماعي و يعاني تلوثا فكريا وبيئيا غير مسبوق وصل الحد به الى حدود المجاعة بين كثير من بني الانسان لهو في أشد الحاجة الْيَوْمَ الى الجوهر الإنساني في ثقافة الديموقراطية .
ابو نعمة نسيب – كريتيبا – البرازيل
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.