كيف يمكن للجزائر أن تساير المغرب في مساعيه دون أن تظهر وكأنها تخلت عن موقفها الذي ثبتت عليه منذ أزيد من اثنين و أربعين سنة؟
من غير المستبعد أن يتم إخراج الأمر في إطار صفقة تعقدها الجزائر مع المغرب تتخلى بموجبها الجزائر تدريجياً عن البوليساريو بنقل اكثر من نصف ساكنة تندوف على الحدود الموريتانية وقد شرعت السلطات العسكرية الجزائرية فعلا في هذا مقابل تخلي المغرب عن دعم الأمازيغ في منطقة القبائل ومنطقة مزاب.
فالمغرب بتبنيه لمطلب حق تقرير المصير لمنطقة القبائل يعطي ذريعة لحكام الجزائر بالتراجع عن دعم البوليساريو والضغط عليها للقبول بمقترح الحكم الذاتي.
وقد سبق ان صرح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني لقناة النهار في 10/11/2015 بشأن قضية الصحراء أنه “لا بد من مراجعة الحسابات بخصوص العلاقة مع المغرب”. وفي نفس السياق صرحت لويزة حنون ان على الجزاءر مراجعة علاقاتها مع المغرب مما يخدم مصالح المنطقة المغاربية .
وحتى وإن شدد الوزير الاول الذي اصبح ينوب عن رئيس الجمهورية الجزائرية السيد أحمد أويحيى، على إثر تصريحات سعداني السابقة ، أن مساندة الجزائر للبوليساريو نابع من تقديسها لحق الشعوب في تقرير مصيرها إلا أنه أقر بأن “مساندة المغرب لما تسمي نفسها حركة الماك من أجل الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، موضحا في هذا الشأن أن المملكة المغربية لا تساند الحركة حبا فيها ولكن تريد فقط أن تساومنا مقابل التخلي أو التزام الحياد في قضية الصحراء المغربية”.
اذا السؤال الذي يطرح نفسه ، هل يمكن لهذا السيناريو أن يتحقق ؟
الأمر رهين بقوة أمريكا في المنطقة وتطورات الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فمن الواضح أن أمريكا لا تريد تصعيد الأمور عسكريا في منطقة الصحراء، ولا تريد أن تفتح جبهة جديدة لا يعرف أحد كيف يمكن أن تتطور.
ابو نعمة نسيب – كريتيبا – البرازيل
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.